نواصل الرحلة مع العلامة السيد علي الأمين مؤسس لتعارفوا لنتعارف
د. عتمان :
لن أخوض في مرحلة الفتنة ولكل من الشيعة والسنة رواياته حول تلك الحقبة ولكن هل من المقبول أن تتحمل الأجيال بعد ما يزيد عن 1400عام تبعات تلك الحقبة ؟
وما السبيل لتجاوز تلك الحقبة وعند الله ترد المظالم ؟
ليس بين المذاهب الإسلامية كلها خلاف حول أركان الإسلام التي يجمعها الحديث المروي عن رسول الله عليه الصلاة (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت له سبيلا).
والخلافات التي حصلت في تلك الحقبة وما بعدها بين المسلمين ليس لنا بها علاقة ، ولسنا مسؤولين عن حصولها، ولا يصح أن تلقي بظلالها على حياتنا، وعلينا أن نبني علاقاتنا على ضوء ما أرشدنا إليه الله تعالى في قوله
{تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون}
فعلينا أن نقتدي بجميل أفعالهم وأن نستفيد من مواطن اختلافهم بإجتنابها وعدم تكرار أسبابها .
فعلينا أن نقتدي بجميل أفعالهم وأن نستفيد من مواطن اختلافهم بإجتنابها وعدم تكرار أسبابها .
ونحن نرى أن جوهر المشكلة التي يعاني منها المسلمون اليوم في علاقاتهم يكمن في الصراع على السلطة والنفوذ، ولا يكمن في تعدد المذاهب، ولا في الإختلاف على تفسير بعض المسائل التي أصبحت في ذمة التاريخ ، فمثل هذه الأمور كانت موجودة في الماضي القريب والبعيد ولم تكن سبباً لسوء العلاقات بينهم، ولم تمنع تلك الإختلافات الإجتهادية لعلمائهم من الإنصهار الوطني في البلاد التي تضمّهم،ولم تمنعهم من المصاهرات والقرابات في الكثير من العائلات والقبائل والمجتمعات والتي تعكس مدى تأثير المشتركات الدينية الكثيرة على سلوكياتهم الوحدوية المنطلقة من عمق إيمانهم بالدين الواحد الذي آمنوا به والأمّة الواحدة التي ينتمون إليها.
د.عتمان :
نعود للمذهب هل هو دين ؟ ولماذا أصبح التعصب للمذهب أشد من التعصب للدين؟
نعود للمذهب هل هو دين ؟ ولماذا أصبح التعصب للمذهب أشد من التعصب للدين؟
وما السبيل للخروج من دائرة المذهب الضيقة لدائرة الدين الأوسع ؟ وهل كان علي شيعيا وأبوبكر سنيا ؟
العلامة الأمين :
إن تعدد الآراء والإجتهادات في فهم النصوص الدينية يعتبر من الأمور الطبيعية ولذلك ظهر في كل الشرائع السماوية وظهر أيضاً في القوانين الوضعية باختلاف تفسيراتها وتأويلاتها بين الحقوقيين والمحامين.
وقد تعددت المدارس ومناهج البحث وطرق الإستنباط بين العلماء وأطلق عليها فيما بعد إسم المذاهب وهي في الحقيقة مذاهب تعبر عن آراء أصحابها المشهورين من العلماء في معرفة أحكام الشريعة الإسلامية وكانوا جميعاً من أئمة الإسلام في الفقه ولم تكن لهم نسبة لغير الإسلام كما كانت عليه حال الصحابة حيث لم يكن في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام سنّة ولا شيعة بالمعنى المذهبي، كما قال الله تعالى
(ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين من قبل).
فالمسلمون جميعاً على اختلاف مذاهبهم هم أمّة واحدة بما هم مؤمنون برسالة الإسلام ، وتصنيفهم إلى سنّة وشيعة وغير ذلك بالمعنى المذهبي المتأخر بما هم أتباع المدارس الفقهية التي أطلق عليها إسم المذاهب نسبة لأصحابها من الأئمة والفقهاء.
وقد تعددت المدارس ومناهج البحث وطرق الإستنباط بين العلماء وأطلق عليها فيما بعد إسم المذاهب وهي في الحقيقة مذاهب تعبر عن آراء أصحابها المشهورين من العلماء في معرفة أحكام الشريعة الإسلامية وكانوا جميعاً من أئمة الإسلام في الفقه ولم تكن لهم نسبة لغير الإسلام كما كانت عليه حال الصحابة حيث لم يكن في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام سنّة ولا شيعة بالمعنى المذهبي، كما قال الله تعالى
(ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين من قبل).
فالمسلمون جميعاً على اختلاف مذاهبهم هم أمّة واحدة بما هم مؤمنون برسالة الإسلام ، وتصنيفهم إلى سنّة وشيعة وغير ذلك بالمعنى المذهبي المتأخر بما هم أتباع المدارس الفقهية التي أطلق عليها إسم المذاهب نسبة لأصحابها من الأئمة والفقهاء.
فالخليفة أبو بكر لم يكن سنّيّاً مالكياً وعمر بن الخطاب لم يكن شافعياً والإمام علي لم يكن شيعياً جعفرياً، وهكذا سائر الصحابة رضي الله عنهم،حتى أئمة المذاهب أنفسهم لم يكونوا منتسبين إلى مذاهبهم التي ولدت أسماؤها بعدهم ، فالإمام مالك والإمام جعفر الصادق والإمام الشافعي والإمام أبو حنيفة وغيرهم لم يحملوا صفة مذهبية غير صفة المسلمين وأئمة الدين وعلماء الشريعة . وقد حوّلها التعصب للآراء والسياسة إلى مذاهب متصارعة في بعض مراحل التاريخ بعد أن كانت مدارس متنافسة على العلم والمعرفة تحت راية الإسلام الذي يجمعها كلها .وبقيت المشكلة الحقيقية ليست في تعدد الآراء والمناهج وإنما هي في التعصب لتلك الآراء برفض غيرها وزعم دعاة كل مذهب أن مذهبهم يمتلك الحقيقة الشرعية وحده،مع أن الإسلام يتسع لتعدد الإجتهادات المنطلقة من الكتاب والسنة وإن اختلف أصحابها العلماء في فهم النصوص ووسائل إثباتها ودلالاتها، فجميعهم كانوا يبحثون عن سبل الوصول إلى أحكام الدين الواحد والشريعة الإسلامية التي يؤمن بها الجميع، وهم يعترفون بأن نتائج الإجتهاد يمكن أن يتطرّق إليها الخطأ لأنها ليست مبنيّة في معظمها على اليقين، وهذا يعني أن المذاهب عندهم هي مناهج اجتهادية متعددة في فهم الدين ونصوصه، وليست أدياناً متعددّة في مقابل الدين الواحد.
ليست هناك تعليقات: