مساحة إعلانية

د. عاطف عتمان يكتب لقد بيعت..... ربما آخر أريام أفكاري.

عاطف عبدالعزيز عتمان فبراير 23, 2018


من التي بيعت ومتى بيعت؟ 
بيعت الكرامة وبيعت الإنسانية وبيعت الحرية منذ أمد بعيد وما إجراء ترامب الأخير بمنشئ لحقيقة
بل كاشف لها وإن كان خطأ إلا أنه كشف عورة الخطيئة، خطيئة الإنسان الذي فقد أو أفقد إنسانيته فلم يعد لديه مقدس ولا رسالة في الحياة، بل أضحى مسخ يعيش تارة كالحمار وتارة كالكلب وتارة يغازل بمؤخرته كالقرود. 
القدس ليست بجدران هذا المسجد المقدس ولا أبواب تلك الكنيسة العتيقة بل هي رمز للإنسان وصلته بالسماء، وهي محور الرسالات وحقيقة التعايش ومشهد يرسم بوضوح صورة الظلم والطغيان بين الإنسان وأخيه الإنسان. 
بيعت القدس بالخيانة ثم مسرحية البكائيات المضحكة يوم أن فقدت هذه الأمة قيمة الحياة وقيمة الحياة هي الحرية، فبالاستعباد تحكم فيها خونتها وتصدر أمرها سفهاؤها وأفقدت معنى الحياة فأصبحت تعيش حياة الأموات بل أدنى مرتبة لأن الأموات لا ينفعون ولا يضرون ولكنهم يضرون ولا ينفعون، يهدمون ولا يبنون. 
ضاعت القدس يوم أن صنعوا لنا من يحكمنا ومن يتولى تعليمنا ويسمم عقولنا ويزيف تاريخنا ويسكر وعينا الجمعي ويتحكم في أجسادنا إطعاما وإفقارا وإمراضا. 
ضاعت يوم أن صنعوا لنا من ينظر لنا ديننا فينتج أديانا ضد الدين، منها ما يحرف الدين تفريطا أو إفراطا ومنها ما يفرقنا شيعا وأحزابا يقتل بعضنا بعضا. 
ضاعت القدس يوم أن خُدعنا بما أنتجه الاستعمار العسكري من استعمار ثقافي لم يقف فقط عند حد العلمانية المتطرفة التي تستهدف هويتنا بل صنع أو رعى تيارات محافظة أشد خطرا من العلمانية لننشغل بمعارك وهمية عن الحقيقة الغائبة ويظل يستعمرنا ويستحمرنا وهذه المرة بعيدا عن دمائه وبكلفة دماء خالصة منا. 
ضاعت القدس على أيدي أدعياء العلمانية الذين لم يتسسبوا لنا حتى بامتلاك نعيم الدنيا بل اكتفوا به لكروشهم وليس لهم هم إلا هدم ما تبقى من أنقاضنا دون بناء، أي بناء ولو فاني. 
ضاعت القدس بعمم فاسدة ومفسدة، جاهلة ومجهلة عادت العقول تغيبا وأفسدت القلوب. 
أرى بأم عيني المسيخ الدجال الأكبر لأنهم بالأدق مسخ أسماؤهم أسماؤنا، نواصيهم جنة البلهاء وجحيم النبلاء من أولي الألباب. 
أرى العجول تملأ الميادين والتحايل على حرمة السبت سيد الموقف وغياب المن والسلوى بسبب الاستبدال بما هو أدنى ولذا فحصاد الزراعة نكدا وسيظل مالم تتغير البذور. 
الصهاينة العرب يرتعون ويسممون الأجواء ولم يبقى منا أحد إلا أصابته سهام الصهيونية بدرجة أو بأخرى وأخطر هم هؤلاء المجرمين الذين يرفعون رايات الدين ويحرفون الكلم عن مواضعه. 
نعم هذه حقيقة الصورة على الأقل كما أراها فلسنا بخير لا على مستوى الأسباب ولا العلاقة بمسبب الأسباب، وما أدركت معنى علوا كبيرا إلا اليوم، فعندما تسيطر على عدوك وتغيب عقله وتنفذ بيده مرادك وتبني بيده على أنقاضه التي هدمها مجدك ، وتخلق منه لسانا يحاجج عنك وزراعا تدافع عنك وتسيطر حتى على حركته الذاتية وتملك توجيهه لتدمير ذاته فأنت في أعلى درجات العلو والسيطرة، فصدق ربي إنه علوا كبيرا وصدق وعد ربي ليبعثن من ظهور الجهلة علماء به عارفين، يعرفونه حق المعرفة فتزول على أياديهم الغمة. 
من أعظم ما ابتلينا به ما يسمى الانتظار السلبي تارة للطير الأبابيل وتارة للمخلص وتلك حيلة العجزة وتدين الجهلة فلو قدر علينا أن نعيش جيل العجز فتربية جيل العزة هي الرسالة وتسليم الأمانة هو خطاب المعذرة. 
انتهك يزيد حرمة مكة والمدينة ومن بعده الحجاج قصف البيت بالمنجنيق وبعده ذبح القرامطة الحجيج ونهبوا الكعبة وسرقوا الحجر ومن بعدهم انتهكت حرمة القدس لقرون فهل نزلت الطير الأبابيل أم استعاد الحق عباد مؤمنين؟
فوالله لو دعى مليار شخص وفي جوف الكعبة ما استجاب الله وتاريخ دموعم شاهد وبكائم وسخريتهم من دينهم واضحة لأولي الألباب ولو نصرهم لأفسد الدين والدنيا حاشاه عز وجل، فأمة لا تعرف الفرق بين طلب النصر و طلب الانتصار لا تستحق إلا المهانة. 
اللهم حررنا من كهنة حرفوا دينك وعامة عبدوهم كمن عبدوا العجل، اللهم لا تنصرهم حتى ينصروا أنفسهم وينصروك.
يا أمة هانت على نفسها فهانت على أنجاس الأرض، يا أيها العربي والفارسي والكردي والتركي والأمازيغي والإفريقي، يا أيها الشيعي والزيدي والإباضي والسني، يا أيها الأشعري والسلفي والمعتزلي هي ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين. 
يا أيها المسيحي العربي وغير العربي إنها مهد نور المسيح وأرض الشعب المشرد المضطهد مسلمين ومسيحيين، فأرض كنعان سبقت إبراهيم و يعقوب عليهما السلام فأريحا الكنعانية يشار إليها على أنها أقدم مدينة تاريخية. 
يا أيها اليهودي غير الصهيوني إن الأرض العربية المقدسة حرمة المعبد فيها وحرية العبادة كحرمة الكنيسة والمسجد. 
يا أيها الإنسان الحر في كل مكان كن للحق نصيرا وللمظلوم ناصرا فأنت أخي بن أمي عبدت الله أم عبدت الحجر.
علموا أولادكم أن القدس أرض الأنبياء والسلام 
علموهم معنى الكنيسة والمسجد وقيم الحرية والحب والعدل وتحرروا من ثقافة الكراهية والإكراه والتمييز بين الناس على أساس العرق أو المعتقد أو المذهب. 
علموهم أن الصراع ليس ضد اليهودية كديانة بل ضد الصهيونية والاستعمار والهيمنة. 
علموهم أن المفاتيح عند عائلتي جوده ونسيبة. 
علموهم أن مسجد عمر بجوار كنيسة المهد هما الحقيقة الباقية. 
علموهم أن التحرير يبدأ من هنا من القلب والعقل وموطأ القدم، يبدأ بالعلم. 
علموهم أن دعوتنا سلام ومحبة وحرية نحفظ للكنيسة ما نحفظه للمسجد والمعبد. 
علموهم ليعلنوا للعالم أننا أصحاب حق وقضية عادلة لا نعادي في سبيلها إلا من يعتدي علينا ويعادينا. 
علموهم أن أجراس الكنائس توأم لصوت الآذان في بلادنا المستباحة ظلما وعدوانا وأننا نحفظ الحرمة للكنيس والكنيسة كما نحفظها للمسجد. 
كتبت يوما أنني لو شعرت بقلمي يهتز لأكسرنه وأتوضأ بمداده وأكتب حروفي الأخيرة فإن عجزت عن قول ما أريد فلن أكتب ما يُراد وفي لحظات معينة يكون الصمت هو الخيار قد يدوم فترة أو يستمر طويلا لست أدري وما خط هذا القلم هو اجتهاد سائر في طريق الحقيقة فإن بلغ منها شيئا فالحمد لله وإن خانه التوفيق فقد اجتهد. 
سلام من الله السلام على أرض السلام والمرابطين فيها وعلى كل إنسان مسالم وإن طالت الغيبة فيكفي أن يلقي على روحي السلام كل من مر على حرف كتبته فاقتبس منه نورا أو أنار ظلمته.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام