الحكم على نجاح أي حركة تاريخية يكون باستمرار فكرتها على الرغم من فناء أشخاصها فعادة ينتصر ظاهريا أصحاب المنافع الفردية بتحقيق ما يطمحون إليه وينتهون بنهاية أجسادهم أما هؤلاء من أهل الرسالات ففناء أجسادهم بداية الحياة، وهم الأكثر خلودا ببقاء رسالاتهم عبر الأزمنة وفي استشهادهم أو وفاتهم قهر للطغاة الذين يسوقون انتصارات زائفة لقصار النظر.
كم حفلت سجلات التاريخ بصراع متكرر بين أصحاب الرسالات وأهل المنافع وفي الغالب تنتهي المعركة ظاهريا لصالح أهل المنافع الذين يقضي عليهم دود الأرض، أما الطرف المهزوم ظاهريا فيستعصي على دود الأرض ويخلد بخلود ذكره وبقاء رسالته وليس أوضح على ذلك من هذا الشهيد الكريم بن الكريم الحسين بن على الذي قتل صائما في بضع وسبعين من المخلصين وظل ذكره وبقيت رسالته وانتهى أمر قاتليه بفنائهم مما يجعل العقل يتسائل هل انتصر الحسين أم هزم؟
هل تنتصر الفضيلة والقيم الإنسانية أم النفعية والانتهازية صاحبة السيف وسافكة الدم؟
ليست هناك تعليقات: