مساحة إعلانية

الأريام و المشهد الحسيني 1

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 20, 2018

2/10/2017

أصرت الأريام أن تتخطى أزمة أمة الطوائف وتتخلص من موروث الروايات التي إن صدقت تعبر عن توجه الراوي وميوله ومعسكره وأن تشهد المشهد الحسيني صائمة متميزة عن من رفض الصيام وعن من صام وغاب عن المشهد .
نظرة مختلفة عن نظرة الطوائف فماذا رأت؟

* الحسين الذي أعرفه  وتعرفه الأريام ليس هو سبط النبي وشبيهه ومهجة قلبه وامتداده مع كرامة وفضل النسب ووجوب محبة الآل. 

* الحسين الذي أعرفه ليس مجرد شخص لمزه البعض أنه طالب دنيا وغالى فيه البعض فجعلوا له ما ليس له ولا لغيره 

* الحسين الذي أعرفه ليس ممثل عرق ولا قبيلة ولا مصلحة فئويه 
* الحسين الذي أعرفه دعوة ورسالة وإصلاح تتجاوز النسب والعرق فهو رسالة حب وإنسانية وحرية.

* بغض النظر عن الخلافات بين الطوائف ولكن الثابت أن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لم يخرج على الصديق ولا الفاروق ولا ذي النورين رضي الله عنهم ولكنه وقف عندما بدأت الرسالة تنحرف عن المنهج وتتحول من خلافة رشد سماوية لدولة دنيا قيصرية ، وكان رضي الله عنه وولديه دعاة إنسانية وعدل وحرية مما جعل جورج جورداق يبدع في توصيف رسالة الإمام علي ومن بعده يبدع أنطون بارا في شرح رسالة الإمام الحسين وهما من غير المسلمين لما لمساه من إنسانية وعدل في هذه المدرسة .

* هل لطم الإمام زين العابدين الخدود وهل حقد أو طلب الثأر؟ 
الحسين الذي أعرفه كشخص في جنة الخلد والشهيد ثأر الله فهو ثأر الله وبن ثأره ، أما رسالته فهي الباقية وهي الحب والرفق والتسامح والحرية والعدل فهل من رسالة الحسين استباحة الحرمات وقتل النفس ونشر الكراهية وإفساد ما تبقى من أمة جده أم السعي لجمعها ووحدة صفها وحقن دمائها؟

* في طريقي للمشهد الحسيني مررت بروايات أشعرتني بدهاليز ديانات أخرى غير الإسلام ومررت بروايات تناقض بعضها البعض وتخالف العقل والمنطق ومن أنصف ما كتب في الأمر من وجهة نظري ما كتبه أستاذ الأجيال الأستاذ العقاد الذي تناول المشهد بمنطق عاقل وبزاوية رؤية واسعة وبعيدا بقدر الإمكان عن دهاليز الروايات المتضاربة وعن المواقف الضبابية التي تجعله صراع ضبابي ليوضح العقاد حقيقة الصراع بين القيم الإنسانية والنفعية الدنياوية وأن كربلاء صفحة واضحة لهذا الصراع.

* ورثة الأنبياء هم حملة رسالتهم وهذا مفهومي لميراث أمير المؤمنين ومن سبقه من الراشدين ومن خلفه السبطين، فالقضية هي حمل نور الوحي ومن هذا المنطلق أصبح سلمان رضي الله عنه من آل البيت وحمل الرسالة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه مع أنه أموي ولم يختلف العباسيين عن الأمويين في الحكم
من هنا أرى المشهد الحسيني أكبر من قرابة الدم وأعمق من مفهوم الطالبية أو الهاشمية أو القرشية، فالحسين الذي أراه إنساني محمدي الرسالة قبل النسب ،هو صفحة من حلقات الصراع التاريخي منذ هابيل وقابيل بين النور والظلام.

*عبدالله بن عفيف الأزدي يظل ينصر الحق حتى بعد اسدال الستار على مشهد جريمة كربلاء، هذا الذي فقد عينه اليسرى يوم الجمل واليمنى يوم صفين وفقد عنقه دفاعا عن ذكرى الحسين وأبيه فيرد عن عرض الشهداء سفاهة السفهاء ويصرخ في وجه المنتصر ظاهريا
 "يا ابن زياد، إن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك ومن ولاك وأبوه، يا عدو الله، أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين؟
وهنا يدرك بن زياد أن الحسين مات جسده وخلدت رسالته وقهرت سيوفهم.

* مسلم بن عقيل هارب من بن زياد وبطشه ويُعرض عليه قتل بن زياد وهو في زيارة استمالة لهانىء بن عروة شيخ كندة فيأبي!
أي فروسية وأخلاق تلك التي تترفع عن الغدر والخيانة حتى في الحرب يا أصحاب الحسين، وأي قبح يتحلى به أدعياء التشيع عندما يقتلون الأطفال ويذبحون الشيوخ ويهتكون الأعراض تحت رايات سود ينسبوها زورا لصاحب الراية البيضاء راية العدل والإنسانية !

* هذا المشهد من أخطر المشاهد على الإطلاق فالفرزدق يختصر المشهد بكلمتين "قلوبهم معك وسيوفهم عليك "
ويضيف مجمع بن عبيد العامري
"أما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائرهم فهم ألب واحد عليك وأما سائر الناس بعدهم فإن قلوبهم تهوى إليك وسيوفهم غدا مشهورة عليك "
هنا المأساة وهي انتصار النفعية على القيم الإنسانية وكارثية الأمر أن كلا الفريقين يؤمنون بنفس الدين ونبيهم واحد ومقدساتهم واحدة وهذا من بشاعة المشهد الذي تطغى فيه الطينية على غالبية صورته ،وتتغلب المصالح على ما تميل إليه الفطرة من الحق وتشترى الذمم وتحيد النفوس عن الصراط وتنقض العهود ولا يثبت إلا القليل حول الأسد الذي يدرك طبيعة المشهد وكيف لا وعلى جده ألقى الوحي <الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا >

* مرحى بالنفس اللوامة وبقاء الفرصة قائمة للتطهر وهنا مشهد رائع من مشاهد ثورة الإمام الحسين فها هو الحر بن يزيد يرى أركان الجريمة تكتمل في معسكره فيتمرد النور في نفسه وينطلق تجاه معسكر الإمام نافضا عن نفسه ما علق بها من غبار ويخلص في توبته حتى يلقى الله وهو يلقي السلام ويقول السلام عليك يا أبا عبدالله.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام