4/10/2017
* مسلم بن عقيل قبل
مقتله يوصي ببيع درعه وسيفه لسد دينه!
هنا حقيقة المشهد
فالحسين طلب الخلافة الراشدة بشروطه وليست سلطة يبتغي إليها أي سبيل، هنا حقيقة المشهد
وطبيعة الصراع بين طلب دولة الرشد الربانية الإنسانية ودولة الدنيا القيصرية ،
حسين كأبيه لم
يشتري ذمم ولم يغدق أموال ولم يعد بمناصب، فالقيم لا تسمح والإيمان يمنع عكس الخصوم
الذين أسسوا لأقبح دولة بيروقراطية تقوم على ولاء المنتفعين من بقائها.
* مشهد مسلم بن عقيل
وهو حريص على رد دينه وسيف الجلاد على عنقه وكشف حقيقة أنه ما جاء إلا ببيعة ولا يعد
إلا بعدل توضح جانبا مهما من حقيقة الصورة وطبيعة الصراع ونوعية الأنصار .
* لم تقتصر عزة الحسين
على التعامل بثبات مع خصومه ولكنه تعامل بعزة مع ما تبقى من أنصاره ولما رأى النهاية
بوضوح حل بيعتهم وسمح لهم بالمغادرة في موقف يسعى فيه غيره للتذكير بالبيعة والاستعطاف
ولكنها عزة لا يدركها إلا من يبصر الحقيقة ويدرك أنه ليس لمخلوق إلا إنفاذ قدر الخالق.
* قلة سالكي طريق
الحق وإدراك الغالبية للحق ولكنها الدونية والمنفعية والخلود إلى الأرض وهذا ما يميز
طائفة الشهداء عن البقية ، وإن كان الإمام الحسين هو رمز لهذه الصورة فلا يمكن أن نتجاهل
القلة الثابتة من أبطالها من حواري الحسين فهؤلاء الأبطال والنجوم من الأنفس التي ارتقت
وسجلت نفسها في سجلات الخلود .
* قبل أن أصل لمشهد
البداية الحقيقية التي ربما يؤرخ لها المؤرخون أنها النهاية لابدَّ من التوضيح فأنا
هنا لا أكتب سلسلة خواطر من نوع البكائيات على شخص الإمام وإن كان للعبرات أن تسكب
فليس بأحق بها منه ، ولا أنبش قبور التاريخ من أجل عبادة الأشخاص أو لعن أخرين أو البكاء
على الأطلال، فكعبتي الأحداث وليست الأشخاص الذين هم في ذمة الله والأحداث التي لا
يستفاد منها في الحاضر ملهاة والذي أكتب عنه هو الحسين الرسالة والقيم والأهداف ، حسين البر والقيم
والإنسانية والأخلاق المحمدية وشرف الخصومة حتى لو فقد الخصم شرفها.
* حسين لا يبادر
القلة بالقتال مع إدراكه أن المدد قادم لهم ولا يستغل الفرصة لأنه يكره الدماء ويكره
البدء بالقتال مع أنه يدرك أن موقفه النبيل هذا سيكلفه حياته ، وتوشك الشمس على الغروب
كما أراها ويراها الجميع إلا حسينا ومن معه فهم يرونها تشرق!
إنها زاوية الرؤية
وبصيرة الأنقياء.
* يذبح بن رسول الله
ولا شك في وجود أزمة وصراع نفسي مرير لدى قاتليه فقد تأخر الضمير وانخفض مؤشر الإيمان
لأدنى مستوى وتغلبت النفعية والمصالح وهلكت أجساد العصابة الطاهرة واستمرت الرسالة
يحملها حسين بعد حسين كما حملها من قبله من سار هو على دربهم.
وسيظل المشهد الحسيني
صفحة تحمل الكثير والكثير وتجسد الصراع الأزلي بين النور والظلام.
ليست هناك تعليقات: