د.عاطف عتمان يكتب ..روح التسامح في تراويح الشارع ..من أريام أفكاري

مسجد صغير يستغل الشارع ليستوعب العدد وإمام دقة قديمة بنكهة الأصالة صوته ليس بجميل ولكن حروفه واضحه وبها شيئ من الخشوع، يصلي بآيتين أو ثلاثة ويقصد المسجد المسمى مسجد ال في آي بي (ربما سخرية من السرعة) عدد كبير يتجاوز ما حوله من مساجد وفرش الصلاة في الشارع يمتد على مسافة تقارب 100متر وأمام المقهى يصلي المصلون وعمال المقهى يوفرون ماء للمصليين مع أنهم ليسوا منهم! 
المقهى به رواده وهم قبلة المصليين وليسوا منهم، اللافت للنظر عدم تأفف المصليين أو خروج أحدهم لينهر من على المقهى واحترام من على المقهى للمصليين وكأنهم يمنون النفس أن يكونوا منهم. 
مارس المصليين دعوتهم بطريقة عملية ولم يتحولوا لجلادين وخفف الإمام بالناس وخاطب قلوبهم فجذبهم ولم يفقد عمال المقهى جانب الخير فحرصوا على توفير ماء بارد للمصليين واحترم من حرم خير الصلاة من يصلي ولعله يلحق به قريبا .
مشهد نادر ومميز وغائب.
---
مشكلة معظم أتباع الديانات والمذاهب والأفكار ضعف معرفتهم بمناهجهم فضلا عن جهلهم بمناهج الآخر إلا من الشذوذ والمآخذ التي يأخذها منظريهم على الآخر، حتى يظن البعض أن العقيدة الأخرى أو المذهب أوالفكر الآخر قائم على تلك المآخذ وتثار هذه الأمور على وسائل التواصل الاجتماعي تنابذا وتسفيها للآخر وظنا أنهم بذلك ينتصرون للحق الذي يحتكرونه ولكن النتيجة تعصب وتطرف وكراهية وتكفير ودماء.
السجالات العقائدية والمناظرات الفكرية ينبغي أن تسحب لأروقة البحث ويقوم عليها أهل دراية منهجهم الحقيقة وصاحب الحق مهتم بما عنده أكثر من اهتمامه بباطل الآخر
------
ليست مشكلتي المفطر في رمضان مع رفضي لسلوكه، مشكلتي الصائم الذي يفطر من جيبي