وها هو رمضان يودع بأنفاس أخيرة، وما الإنسان إلا مجموعة من الأنفاس أهم وأخطر ما فيها أن عددها مجهول ويبقى هذا الكائن اللاشيء في عظمة الكون هو كل شيء.
مضت أربعون لها ما لها وعليها ما عليها ولست أدري هل هناك مزيدا من الأنفاس أم أنها باتت معدودة ولكني أؤمن في النهاية أنها لن تنقص شهقة واحدة.
صفحتي الأربعين تطوى وواحة الأريام فيها من كل الزهور والألوان أصدقاء وإخوة أتفق وأختلف مع أفكارهم ومعتقداتهم ومذاهبهم فأقبل وأرفض، ولكني لا أختلف مع أشخاصهم ولا مع إنسانيتهم ورحمهم.
جمعت واحة الأريام من العرب والكرد والأمازيغ والأفارقة والأسيويين والأوروبيين، وجمعت ما بين مسلمين ومسيحيين، شيعة وسنة، إباضية وصوفية، ليبراليين وقوميين وإسلاميين، مؤمنين ولاأدريين وملحدين وربما لم يتبقى سوى اليهود غير الصهاينة لتكتمل واحتي.
جمعتني الواحة بإخوة من غانا ومالي والصومال وموريتانيا وبأحبة من بغداد الجريحة مرورا بدمشق الباكية حتى سواحل الأطلسي، من البنغال وأوروبا وأمريكا ومن مختلف أرجاء الأرض.
هناك بلابل كثيرة تتابع في صمت وتمطرني بتغريدها كل فترة وهناك بلابل أخرى مغردة على الدوام تنصح وتنتقد وتدعم وتختلف وكطبيعة الدنيا لا تخلو الواحة من البوم الذي ينفر من الحب ويكره التعايش ويستمتع بالأطلال وربما لولا قبح نعيقه ما طربت القلوب لتغريد البلابل وللبوم أقول بالحب نداوي كراهيتكم.
شكرا لكل إخوتي في الإنسانية الذين عطروا واحتي بقلوبهم العامرة بالمحبة ورفعوا الإنسانية فوق ما سواها، وشكرا لإخوتي في الدين من أهل القبلة والتوحيد من كل الفرق والمذاهب والأفكار الذين رفعوا الدين فوق الفكر والمذهب وقدموا المشترك وهو السواد الأعظم المتفق عليه على مواطن الاختلاف، وشكرا لكل أحبتي بكل ألوانهم وأفكارهم ومعتقداتهم .
في الواحة نؤكد أن الجريمة تلزم مرتكبها ولا تنسحب على دينه أو مذهبه أو عرقه وأن دعوتنا تعايش الإنسان وتعاونه مع أخيه الإنسان وليس وحدة المعتقدات أو الأفكار وأن الحب والرحم الإنسانية وإدراك حتمية الإختلاف وميزة التنوع وحرمة دم وعرض ومال الإنسان وصون حريته وأهمها حرية العقيدة هي ركائز واحتنا .
كل عام وكل البشرية بخير بعيد الفطر وإنتهاء الصيام لدينا نحن المسلمين والسلام من الله السلام على كل إنسان يؤمن بالسلام
ليست هناك تعليقات: