مساحة إعلانية

د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ...راجع نفسك وأخشى على دينك وعقيدتك بل ورجولتك!

عاطف عبدالعزيز عتمان فبراير 02, 2017

على المتدين الملتزم أن يظهر بمظهر لائق بتدينه ، هكذا باغتتني إحدى أريامي دون مقدمات فقلت لها لا أفهمك !
قالت : بمعنى لو كبرت أريام ولم تتحجب فهل تتركها أم تلزمها به ؟ 
قلت لها لو اختارت دين غير الدين ما ألزمتها بغير إختيارها ، وكأن كلمتي نزلت على ريمي كالصاعقة فاحمر وجهها وعلا صوتها واشتعلت حدة النقاش وكانت الغضبة التي تراها هي لله وأراها أنا من الشيطان ، وبدأ الحوار الساخن وهطلت كلماتها واستنكارها وتعجبها مغلف بتوتر واضح كيف ذلك ؟ 
لو ابني لقتلته ، فكيف أترك فلذة كبدي يضل ويهلك وكيف أترك ابنتي متبرجة ومخالفة لديني فأنا راعية ومسؤولة عن رعيتي أما ما أنت عليه فعجيب ، راجع نفسك ، وأخشى على دينك وعقيدتك بل ورجولتك! 
ثارت ثائرتي وانتفخت أوداجي وسيطر الغضب فآثرت الوضوء، وضوء الجسد والقلب والعقل قبل أن أرد. 
نثرت الماء على وجهي وضواءاً وغمرت قلبي بماء اليقين مخضبا بالحب وعقلي بالتفكر والتدبر وقلت يا أنا مالك غاضبة ؟ 
وبغضبك أراك عن النور زائغة ؟ 
أما مفهوم ملتزم أو متدين أو مظاهر تدين فتلك بحور أمواجها هادرة ودواماتها قاتلة وحتى لا أغرق في التفاصيل فعندي الحجاب دين ولكن الحرية أم كل دين . 
وبزيك هذا بطرحتك البنية والبنطلون الواسع الفضفاض وكريم خلقك لو عرضت هذا الزي على المجتمع وأهل الفتوى من مائة سنة ، هل كان وصفك وقتها محجبة أم متبرجة ؟ 
كيف يخلقني حرا مختارا عاقلا سيدا وأنا أستبدل ذلك عبودية وتبعية وقهرا ؟ 
أين أذهب بلست عليهم بمسيطر وإنك لا تهدي من أحببت ولا إكراه في الدين ؟ 
هل قتل نوح ابنه أم ذبح لوط زوجته ؟ 
أم تقرين إجرام فرعون بحق بنت مزاحم ؟ 
وفقك منطقك المعوج فليبقى كل على ما ورث ولا فائدة للعقل ، فكل من ولد في إطار عليه السير خلف القطيع وإن شذ عن القطيع قتلته قرون الثيران الهائجة ، أم تبيحين لنفسك ما تحرمين منه غيرك ؟ 
وهل يخلق الإكراه إن ملكته إلا منافقا ؟ 
يا أنا ليس على صاحب الحق المزعوم والنور المأمول سوى حمله لإنارة الطريق وإمتلاك القوة النورانية التي تحفظ للأخر الحق في الرفض أو القبول ، فالحرية حق لكل إنسان ومن حقه أن يبشر ويدعو لما يظنه نور وفق أطر القانون الذي ينظم الأمور و يمنع الصدام والإستغلال . 
يا أنا فليأتني غيري بأهدى مما أنا عليه أتبعه وأكن له من الشاكرين . 
هذا ما أنا عليه من نور مأمول لا أكره عليه أحد ولا أطلب سوى عرض منهجي على وجدانه فإن قبله فقد نهل من النور وإن رفضه فيكفيني منه ترك شمعتي تضيء ، وإن كان عنده أنور كنت في فلكه من السائرين .
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام