اخترت السير على جسر الأئمة في وقت نثرت فيه الأشواك بل غطته الدماء وتعالت أصوات معاول الهدم من ألئك التكفيريين ومن عمم الفحش والسب واللعن ، ومن دعاة الطائفية ومن ذيول التحريف لدين الله وخلق دين جديد مزيجا من كهنوت الزرادشتية وبعض عادات الديانات السابقة - وهذا ما ذهب إليه المرحوم الدكتور علي شريعتي للتمييز بين التشيع العلوي والصفوي على حد تعبيره - مغلفا بالمكذوب على آل بيت النبي الأطهار ، وأعلم حساسية الأمر فأصوات الحقد والسب من الشيعة وتاريخ الخيانة من بعض ممن ينسبون للتشيع وإن جاز القول هم منتحلي التشيع كما سماهم المرجع العربي السيد الصرخي الحسني لتدمير المسلمين بغطاء المحبة الكاذبة لآل بيت النبي جعلت من الاقتراب من جسر الأئمة ومن دعوة التقارب مع الشيعة أقبح وأفحش من التنصر أو التهود ، وعزلت الأمة في فسطاطين كبيرين ، وكان الرهان هدم جسر الأئمة حتى يظل الصراع والتدمير الذاتي قائما ونشر الكراهية والتكفير وقودا لمزيد من الدماء .
هناك مشكلة التقية التي مارسها غلاة الشيعة وأسأوا بها لآل البيت عليهم السلام وأي عاقل يدرك أن آل البيت بداية من أمير المؤمنين علي كانت الشجاعة عنوانهم ، وما قتلوا إلا لصدحهم بالحق وعدم مجاراة الظالمين وهذه سيرتهم العطرة التي لوثها المدلسون .
في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وأرضاه ، أسد بني هاشم ومولى المؤمنين قررت مواصلة المسير على جسر الأئمة رافعا راية النبي محمد وهي راية أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وإن اختلفت السواعد الحاملة لتلك الراية باختلاف العقول والشخصيات والأفهام والظروف .
سأبدأ بنقد الذات من جفاء أشعر به من بعض طوائف السنة تجاه أهل البيت عليهم السلام أو رضي الله عنهم فيكفيهم صلاة وسلاما في كل صلاة ، وأبشع جفاء مساواتهم بظلمة بني أمية ، وربما أرجع ذلك الجفاء عند البعض نتيجة لغلاة الشيعة الذين جعلوا من أئمة آل البيت آلهة صغرى يشاركون الله ملكه ، وكذبوا عليهم وطعنوا بأشرف عرض وهو عرض النبي محمد صل الله عليه وسلم ، وأفرغوا طاقاتهم في اللعن والسب لرفيق الغار ومن فرق الله به بين الحق الباطل وهو دعوة النبي محمد واختيار الله ليعز به الإسلام ، وبحثت عند أمير المؤمنين وعند آل البيت الأطهار فوالله ما وجدتهم سبابين ولا لعانين ولا تكفيريين ولا مستبيحي دماء ولا أعراض وأتحدى من يثبت عليهم ذلك حاشاهم .
ربما التاريخ الأموي والعباسي كان له أثر لأن الشيعة كانوا معارضة ونحن نعرف كيف يسطر تاريخ المعارضات في بلادنا ، وربما أيضا ما أشعر به جفاء من الفكر السلفي مرجعه لخوفهم من الصوفية والشيعة فتجدهم وإن أقروا بفضل آل البيت إلا أنهم عند ذكرهم تشعر أنهم لا يوفون لهم حقهم كالصحابة وبعضهم يساوي بينهم وبين من ظلمهم ربما خوفا من الانزلاق في المغالاة وخاصة عند العامة ولا أفهم كيف يمر عليهم تحذير النبي صل الله عليه وآله ، الله الله في أهل بيتي وهو ثابت عندنا نحن السنة !!
ربما للوهلة الأولى يأتي السهم من بعض السنة ، فكيف أدعي جفاء لآل البيت ونحن تربينا على حب الآل والصحب دون تفريط أو مغالاة ولدينا القناعة الكاملة أننا أهل الحق والفرقة الناجية وما عدا ذلك في النار ، وأنا كسني طبيعي أن أرى أنني على الحق ولكن عندي هو حق نسبي ، واتفقت مع سماحة العلامة السيد علي الأمين أن الفرقة الناجية هي من تسعى لنجاة أمة محمد وتمد يدها بدعوة الاعتصام بحبل الله والتحاكم لكتاب الله وسنة رسوله ومها اختلفت العقول والاجتهادات والأفهام لا تختلف القلوب ، ولا تستباح الدماء ومرد الخلاف بعد إقامة الحجة لله يفصل فيه يوم الفصل .
قال الله تعالي
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ
وسؤالي ليس للعوام ولا للنخب ولا لجامعي التعليم العالي بل سؤالي لخريجي الأزهر ، بيت العلوم الشرعية ثم من بعده للسنة عموما ، هل تعرفون زين العابدين علي ومحمد الباقر وزيد بن علي وجعفر الصادق وإسماعيل بن جعفر وموسى الكاظم والزينبات وزيد بن الحسن وأم الحسن بنت الحسن وأم الحسين بنت الحسن وفاطمة بنت الحسن والقاسم بن الحسن وغيرهم وغيرهم من الرعيل الأول من العترة الطاهرة ؟؟
على مستوى الأسماء فضلا عن السيرة والحياة والمنهج وسأترك للقاري ء تخيل نتيجة الإجابة ؟؟
فكيف تحققون المودة في القربى ؟؟
أليس هذا جفاء ؟
هل الخوف من بعبع التشيع نتيجة المغالين من الشيعة يقابل بالجفاء أم الإنصاف ؟
لست من المحققين ولا من المناظرين ولا أهتم بتغليب طرف على طرف أو احتكار الحقيقة ولكن مذهبي أن أحافظ على جسر التواصل مع الآخر عموما ، وعندما أتكلم عن الشيعة أتكلم عن جزء مني ، لنا أرضية ثابتة ومرجعية واضحة لا يزيغ عنها إلا هالك ، رب واحد ونبي واحد وكتاب واحد واتفاق على حب وفضل وتقوى علي رضي الله عنه ، أتكلم عن صورة مشوهة وعمم خبيثة ومد صهيوني في الجسد المسلم أصابه بالسرطان حتى يهاجم نفسه .
في ذكري استشهاد أمير المؤمنين أين التكفيريين ومستبيحي الدماء من أمير المؤمنين وسيرته ؟
إن التشيع الذي أعرفه أنا هو الانحياز للحق ونصرة المظلوم والسعي للعدالة الاجتماعية والإيمان بالإسلام رسالة وليس مجرد سلطة حاكمة أو إمبراطورية ، لن أقول إنه الاشتراكية بل أقول كل خير في الاشتراكية ينسب للتشيع وليس العكس ولكن أي تشيع ؟
تشيع سب النبي في عرضه وسب أحب وأقرب صحابته ، تشيع الشرك بتأليه الأئمة ، تشيع اللطم والندب والرايات السود ، تشيع جعل المراجع أربابا من دون الله ، تشيع القتل والتهجير والتحالف مع العدو مهما كان ضد السنة أهل القبلة ، تشيع التحريف والابتداع والتدليس على آل البيت ، تشيع بن سبأ والقرامطة والفرس هنا لا أقصد بالفرس قومية بل أقصد منهج في سرقة وتزييف التشيع من وجهة نظري ، تشيع اتهام القرآن بالنقصان ؟؟ لا والله ما على هذا مات أمير المؤمنين ولا أي من أهله الطاهرين .
أثناء رحلتي وتمسكي بجسر الأئمة كنت أبحث عن تشيع أول شيء لا يسب ولا يلعن لأني لا أعرف دين السب واللعن وخاصة لأعمدته ومن زكاهم قرآن يتلى إلى قيام الساعة ، نعم لعنة الله على كل من سفك دما حراما ولكن المجهود المبذول في اللعن لو وجه لحقن الدماء ومنع إراقة المزيد منها لكان أولى وللظالم عند ربه موعد للفصل يوم الفصل .
لم أكن أبحث عن من يوافقني ويتبعني بل كنت أبحث عن من يحترمني ويلتقي معي على المشتركات وفي ظل صورة سوداء وفضائيات كنت أسمع منها شيئا يمكن وصفه بأية صفة إلا أن يكون إسلاما ، وهناك وسط الظلام وجدت مرجعا شيعيا كشمعة تنير ، وما ينطق إلا الإسلام الذي نعرفه ولا فرق بين سماحته وبين المتسامحين من مشايخنا إلا الزي ، رجل يقول السنة والشيعة أمة واحدة ومفاهيم مختلفة ويحرم اللطم والعادات الدخيلة ويجرم السب وينفي ولاية الفقيه ويقول بأن الإمامة ليست من الأصول المتفق عليها بين المسلمين ، فمن آمن بها فشيعي ومن تركها فمسلم غير شيعي ، رجل يقول بتمام القرآن وبعدالة الخلفاء ويقر بعلاقات النسب والمصاهرة والمودة بين الصحابة وآل البيت ويرتفع بالدين فوق المذهب ويحث على مكارم الأخلاق ، إنه سماحة العلامة السيد علي الأمين سراج لبنان والعرب والمسلمين .
هناك في الكاظمية حيث وجهتي على جسر الأئمة وجدت يد السيد الصرخي الحسني ممدودة تجاه الأعظمية مع أنها تنزف من سهام لصوص التشيع وأحفاد بن سبأ الذين هدموا داره وقتلوا أنصاره ومثلوا بهم ، وأيضا في رمضان لأنه
رفض قتل وتهجير السنة في وقت باع الخونة من سياسي السنة أهلهم ، لأنه قال العراق عربي وقت أن أعلنت إيران ومن بغداد الخليج فارسي ، لأنه ترضى على الصحب الكرام ، لأنه قال من يتهم أم المؤمنين عائشة فليراجع شرفه ونسبه ، لأنه دعا لتنقية التراث وقدم وحدة الأمة وحقن الدماء وحرمة دماء الأبرياء ، لأنه فطن للمخطط الصهيوني الذي بدأ لحظة وفاة النبي حتى يومنا هذا ، لأنه أعلى من قيمة الدين فوق المذهب وأنصف إذ لا نتحمل نحن ما جرى من 1400عام وما تم دسه على تلك الحقبة لإشعال نار لا تخفت ، لأنه عارض ميلشيات الحقد والقتل وعارضالاحتلال الأمريكي والإيراني .
لا انتمي لأشخاص ولكني أتبنى أفكار ، وأفكار ومواقف سماحة العلامة السيد علي الأمين وسماحة العلامة المحقق الصرخي الحسني ومن قبلهم دعاة التقريب بين المذاهب وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمودشلتوت ومن قبله الإمام محمد عبده والشيخ رشيد رضا أفكار تستحق البناء عليها .
وما يميز الصرخي والأمين هو اتساق مواقفهم وخروج فتاويهم من خلال تأصيل شرعي ومؤلفات منشورة مما يفند التقية والتي أساء لها منتحلي التشيع فأصبحت حجر عثرة في أي حوار فكانت المواقف وخاصة في الشدائد أهم ما يميز الرجلين .
في ذكري استشهاد أمير المؤمنين أقول للسنة أين آل البيت ومحبتهم وسيرتهم من حياتكم ومناهجكم ؟
أقول لهم إن الروافض والمرتبطين بحادثة الإمام زيد عليه السلام قد ماتوا ولا تتحمل الأجيال المتعاقبة خذلانهم للإمام زيد الذي رفض الطعن بالشيخين وقال ما سمعت من أبائي عنهم إلا خيرا .
أقول لهم لا تضعوا الشيعة كلهم في بوتقة واحدة وفرقوا بين شيعة أمير المؤمنين وإن اختلفنا معهم والعروبيين الذين يوالون أوطانهم ودينهم وبين الصهيونية التي اتخذت من آل البيت ستارة لهدم الأمة ومن الدين مطية لتدمير العرب وإقامة الإمبراطورية الفارسية ، والتمسواالأعذار لعوام الشيعة فوالله لقد أضلتهم عمم بقلوب سوداء حاقدة مستغلين المحبة لآل بيت النبي وناشرين للكذب والمكذوب على الصحابة وآل البيت على السواء .
وفي ذكرى استشهاد أمير المؤمنين أقول للشيعة لا يوجد من المسلمين من يناصب آل بيت النبي العداء وكيف وحبهم ومودتهم أمر رباني فما كان من التاريخ فمرده لله .
أقول لهم إن كنتم شيعة آل البيت فنحن عشاق ثرى آل البيت وجمعت قلوبنا آل البيت والصحابة فأعملوا العقول ولا تنساقوا خلف المكذوب ومهما كانت مساحة الاختلاففتظل الدماء الحرام محرمة ، عليكم بسيرة آل البيت الصحيحة ففيها الدواء
فيا من تدعون تشيعا لأمير المؤمنين و يا من تدعون تسننا وولاية للخليفة الرابع ، فقد كان الخلفاء والصحابة وخاصة أهل السبق دينهم واحد وربهم واحد وكتابهم واحد وتلك حقبة قد خلت ومردها لله ، فكفى دماء وقتل وابتداع في الدين وكفي تحمل أوزار تاريخ لم نشارك فيه ولتكن وحدة الأمة وعصمة الدماء والأعراض مقدمة على ما سواهم ، وليكن ديننا هو ما كان عليه رسول الله ومات وهو مكتمل وخلفه الأخيار من الآل الاطهار والصحب الكرام
عظّم الله أجور المؤمنين في مصاب الأمة بشهادة أمير المؤمنين ومولاهم علي عليه السلام
أقول للمؤمنين عظم الله أجركم ولتكن وحدة الصف عزاؤكم وسيرة علي رضي الله عنه منهجكم واعتصموابحبل الله جميعا طوق نجاتكم
*******
dratef11022011@gmail.com
ليست هناك تعليقات: