مساحة إعلانية

شعار يا لثارات الحسين مع سماحة السيد العلامة علي الأمين ح2 حاوره د.عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يونيو 27, 2015

في الحلقة الثانية نتابع الحوار مع من قال :

لن تحمينا مذاهبنا ولا طوائفنا ولا أحزابنا ولا جماعاتنا، بل الإنصهار الوطني والدولة العادلة .
مع سماحة العلامة المجتهد السيد علي الأمين 
أجرى الحوار الكاتب الصحفي د.عاطف عبدالعزيز عتمان
------------------ 
سماحة السيد نعود بالتاريخ لأمير المؤمنين علي عليه السلام.
 إستشهد أمير المؤمنين علي ومن بعده الحسن والحسين رضي الله عنهم وهنا أقف عند راية الحسين رضي الله عنه وأرضاه ، ما حقيقة تلك الراية وكيف ننتصر نحن الآن لأبي عبدالله الحسين ؟
وهل راية الحسين هي الكراهية واللعن واللطم والتباكي ؟

 في تاريخنا الاسلامي محطات أليمة نتذكرها ونتذكر أصحابها لنأخذ منها ومنهم الدروس والعبر،وراية الإمام الحسين التي كانت راية حق فاقت حادثة مقتله في فصولها المأساوية ومضمونها الاجرامي كل التوقعات حيث ظهرت فيها الجرأة البالغة على سفك الدماء التي حرم الله سفكها بنص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مصدري العقيدة والشريعة للرسالة التي آمن بها المسلمون وقد وصلت تلك الجرأة على المحارم الى رموز دينية كبرى لها مكانتها وقدسيتها في نفوس المؤمنين جميعا الذين آمنوا بالله ورسوله فأصابت الامام الحسين ابن بنت رسول الله واهل بيته واصحابه والمسلمون يومئذ كان قد وصلهم سماعا ورواية قول رسول الله عليه الصلاة والسلام (الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة).
ولذلك كانت فاجعة كربلاء فجيعة عظمى على كل المسلمين اصابتهم في الصميم.
 وقد كان من اسباب اقامة هذه الذكرى سنويا الاظهار لمدى فظاعة هذه الجريمة والاستنكار لها والتنديد بها حتى لا تتكرر المأساة في حياة المسلمين وحقنا لدمائهم لأن دماء الامام الحسين اذا ذهبت بدون تنديد واستنكار متواصلين فلا تبقى من قيمة لحرمة سفك الدماء بين المسلمين وانتهاك سائر الحرمات والمحرمات الاخرى.
ولكن بعضهم حاولوا في تلك الحقبة المظلمة من التاريخ ان يستغلوا مقتل الامام الحسين في مشاريعهم السياسية وطموحاتهم السلطوية وكانوا يجمعون الناس تحت شعار (يا لثارات الحسين) لأن قضية الامام الحسين يتعاطف معها الناس لمظلوميته وموقعه الديني عند المسلمين.
وقد ادرك الامام الصادق مخاطر هذا الشعار على اشعال نار الفتن والحروب في المجتمع الاسلامي فواجه هذه الحالة التي كانت تخفي وراءها الكثير من حب السلطة والنفوذ وقال لهم ان الامام الحسين ليس ثارا لاشخاص ولا لقبيلة ولا لعشيرة انه ثار الله، فالشهيد عندما يقتل في سبيل الله فان الله تعالى هو الذي يتولى اخذ ثأره من الظالمين من خلال احكامه وقوانينه التي يسقط بها عروش الطغاة والجبابرة، فالامام الحسين ليس ثأراً لبني هاشم وليس ثأرا لطائفة ومذهب والذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء اصبحوا في محكمة الله
 فالامام الحسين قد مضى شهيدا والشهيد ثار الله والله خير الحاكمين.
ولذلك كان الامام الصادق يخاطب الامام الحسين عليه السلام عند زيارة ضريحه بقوله له: (السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره).
والتركيز على راية الإمام الحسين ينبغي أن يكون على أهدافها الوحدوية والإصلاحية كما قال
(إني لم أخرج أشراً ولا بطراً،ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر..)
ولا يصح استذكارها بلطم الصدور وضرب الرؤوس ونشر الكراهة بين المسلمين على ماضٍ لم يصنعوه، وهو موضع استنكار وتنديد منهم جميعاً على اختلاف مذاهبهم.
----------------------------------
 سماحة السيد آل بيت رسول الله عليهم السلام والذين نشهد الله أننا نحبهم لقرابتهم المصطفي ، من هم آل البيت من وجهة نظركم وقد تنازع الأمر الأشراف من السنّة والعلويين والعباسيين ؟
وهل يرجع فضلهم لصلتهم بالنبي أم أن هناك منهم وأقصد تحديدا الأئمة الإثنى عشر من هو أفضل من النبي ؟

لا أعتقد أن هذا النزاع القديم كان ذا جدوى بين العباسيين والعلويين في شأن الإتصاف بلقب الأشراف، فالرسول عليه الصلاة والسلام جعل ميزان القرابة في العمل، فقد ورد عنه أنه جدّ كل تقيّ، وأن عدو محمد من عصى محمّداً وإن قربت قرابته، وأن وليّ محمد من أطاع محمداً وإن بعدت قرابته، وأنه لا فضل لعربيّ على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى، وأن سلمان منّا أهل البيت، وغير ذلك من نصوص الكتاب والسنّة، واهتمام المسلمين بنسبه الشريف هو لمكانته في نفوسهم، فالمرء يحفظ في ولده كما يقال في المأثور،ولحثهم على الإقتداء به، وليس لامتياز في ذريته على غيرهم بعيداً عن ميزان العمل الذي جاء به من عند الله في القرآن الكريم(إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
وعلى كلّ فإنّه مع الإعتزاز بهذا النّسب الشريف والحرص عليه والمحبّة له نقول إنّ خير نسب للإنسان هو عمله قال الله تعالى ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) و ( إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم)
 (فإذا نفخ في الصُّور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون).
وقد روي عن الإمام علي قوله(من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه).
واعتقادنا أن رسول الله -صلّى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار- هو خير البشر وخاتم الأنبياء وبموته انقطع وحي السماء، ولا يسبقه بالفضل أحد من الأئمة الإثني عشر وغيرهم.
---------------
لماذا نشعر أن الشيعة لا يعطون الإمام الحسن قدره وكل إهتمامهم بالإمام الحسين ؟ 
هل لهذا الشعور ما يبرره ؟

قد يعود الإهتمام بذكرى الإمام الحسين إلى حجم الفاجعة التي حصلت للإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه، والتركيز على قضيته باعتبار أن المظلوميّة التي حلّت بهم بدون وجه حقّ فاقت في بشاعتها كلّ التّوقّعات، وفي التركيز عليها انتصار لقضية الحق في صراعه مع الباطل ، وهي تتضمّن حركة كل الأئمة والأولياء والمصلحين وأهدافهم، وإن كانت لا تغني عن الرجوع إلى سيرتهم والإستفادة من تجاربهم.
وقد يكون الشعور الذي ذكرته ناشئاً من بعض الممارسات والطقوس العاشورائية التي لا علاقة لها بحركة الإمام الحسين ، ومن حاجتنا إلى الأخذ بنظر الإعتبار سيرة الإمام الحسن والتركيز على دوره البارز في إطفاء النائرة وترسيخ السلم الداخلي بين المسلمين بجمع كلمتهم وإيقاعه الصلح بينهم وإنهاء الحرب.  
---------------------------------
في الحلقة القادمة 
هل كان التشيع في بدايته ولاية لآل البيت وحقهم في الإمامة أم خلاف عقائدي بين المسلمين آنذاك ؟
من هو الإمام جعفر الصادق وماهي ركائز مذهبه ؟
 هل من المقبول أن تتحمل الأجيال بعد ما يزيد عن 1400عام تبعات تلك الحقبة ؟
 وما السبيل لتجاوز تلك الحقبة وعند الله ترد المظالم ؟



مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام