مساحة إعلانية

د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ..أمي المصرية وأمي السورية

عاطف عبدالعزيز عتمان ديسمبر 11, 2014


أمي المصرية وأمي السورية ...
طرق الباب طرقات حفيفة وكأن الأصابع تستحي من ملامسة خشب الباب فينقض الحياء
فتح إبني الباب ورجع مهرولا ينادي جدته قائلا :
الست السورية يا تيته
سألت زوجتي فأخبرتني أنها صديقة أمي وأن كمية العيش لا نستخدمها كلها فنقتسمها مع ضيفة مصر الغالية
ملأت الدموع عيني ووعيت درس أمي التي ما تزال تعلمني
دروسا أقف أمام شموخها وأنحني إحتراما
أمي إنسانة بسيطة أنا أثق أنها لم تسأل أمي السورية هل أنت سنية أم علوية أم كردية لأن أمي لا تفهم تلك التصنيفات فهي لا تعرف سوى إنسان ضيف ضاقت به السبل
خرجت وسلمت على أمي السورية التي تقاسمنا رغيف العيش
وإنحنيت إحتراما لأمي المصرية وتلقف قلبي دعاء أمي السورية بالبركة للشمعات - تقصد أبنائي - ورأيت حنين الوطن وقسوة الغربة في عين أمي السورية فلعنت السياسة والحروب والفتن و قلت قلوبنا لأمتنا وطن


 وتذكرت التحية القديمة ، تحيا الجمهورية العربية المتحدة
الشعب السوري المضياف الذي إستقبل المهجرين جاء عليه اليوم ليكون من المهجرين ، الشعب الذي كان يوما جناحا للجمهورية العربية المتحدة وتخلى قائده عن الزعامة لغيره من أجل الوحدة بغض النظر عن فشل التجربة ،  الله الله يا أمة المهجرين والمعذبين في كل مكان
اللهم إجعل أمي ممن يصدق عليهم قولك ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا .

اللهم إفتح قلوب عبادك لعبيدك وعجل بالفرج لسوريا والعراق وفلسطين وكل المظلومين
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام