أتحدث اليوم اليكم اصدقائى الأعزاء عن قضية هى غاية فى الأهمية انتشرت مؤخرا فى مجتمعنا مما استرعى انتباهى .
ان بطل هذه القضية هو ذلك الشخص الذى وجد نفسه يشغل العشرات من المناصب المتعددة فى العديد من الأماكن دون جهد حقيقى يذكر او من خلال دراسات متخصصة بل هى مجرد كارنيهات (ID's) تمنحها جهات متعددة بمقابل او حتى من خلال العلاقات الشخصية ......ان بطلنا هو ذلك الأى دى مان (ID man)...أن هذا الأى دى مان هو بطل عصرنا اليوم والذى يزدحم به المجتمع وينتشر فى العديد من الأماكن يحمل العديد و العديد من الأى ديهات و المناصب المتعددة التى قد تمتد الى خارج البلاد و من هؤلاء من لم تطأ قدمه حدود قريته .....أن بطل قضيتنا ليس شخصا بعينه بل هو ظاهرة مجتمعية ساعد على انتشارها تلك الجهات المتعددة المانحة لتلك الاى ديهات والذى اصبحت نوع من التجارة و المرابحة أو الشهرة فى مجالات مختلفة ليصبح الشخص بعدها شاغلا لمنصب هام رفيع المستوى أو مسؤلا عن الدفاع عن الحريات او الحقوق أو العمل على نصرة المظلومين أوأسترجاع المسلوب ...........كل هذا و الأى دى مان منهم لم يتحرك خارج إطار غرفته بل هو يباشر عمله عبر وسائل التواصل الاجتماعى (اللهم الا القلة النادرة حتى لانُتهم بالتعميم)...لكننا و الحق يقال لم نجد أبدا قضية هامة قد تم حلها على يد أحد من هؤلاء ...لم تسوى منازعة أو تحل بهم ......لم يتم نشر الأمن و السلام من خلالهم .......فمازالت الحقوق مغتصبة و السلام غائب والقضايا متنازع عليها ........اننى لست ضد أن يمتلك الانسان العشرات بل المئات من هذه المناصب الهامة و لكن ليكن لها مردود على أرض الواقع وأن يصاحبها المصداقية فى العمل حتى يقتنع بها الجميع .. ...ثم ياتى السؤال الأهم هل يعقل أن يستطيع أنسان واحد ان يوف كافة الحقوق و الألتزامات التى عليه مع تعدد تلك الأى ديهات مع أختلاف مهامها.
ثم تفكرت قليلا فى الجانب النفسى لبعض من هؤلاء وتساءلت هل هم يحتاجون إلى قناع لكى يتخفوا وراءه ويتخذوا من هذه الأى ديهات سترا لهم .ان كثرة الأى ديهات "الحقيقية فى الملمس الزائفة فى المعنى و الجوهر" ترسم صورة غير حقيقة لهؤلاء الفئة عند الناس , ولكن لو تفكر القوم قليلا سوف يجدوا أن الأغلبية هم صامتون كالتماثيل فيما يختص بمهام تلك الأيديهات لاتربطهم صلة بها سوى الكارنيه الذى يحملونه فقط ويسعدوا بجمعها من كل مكان و هيئة.......وأتساءل أهو ذاته الصادق والأمين والنـزيه والرّاقي والنظيف والعاقل كما يراه الناس ؟ أم هو الكاذب الغشاش الهابط الذي لم يطّلع أحد بعد عليه اذا نزعن عنه ايديهاته الزائفة ؟! ان الكثير منهم تقمص بصدق بالغ ماهو عليه حتى صدق نفسه وأصبح لايستوعب سواها.
ثم انى اوجه اليهم دعوة فأقول تعــالوا فليخلع كلّ واحد منّكم قناعه المزيّف وليُـظهر حقيقته من غير بجاحة ولا رغبة إلى الفضيحة ودون سعي إليها , وإنما سيرا إلى العلاج ,ورغبة إلى الصدق , وميلا إلى الطمأنينة , وهربا من النّفاق , وسعيا إلى الإعتراف بسوء الاقتراف وإذعانا لفضيلة الوضوح وفرارا من الخبث ومساواةً للظواهر مع البواطن .... وتجنّبا لمعرّة الافتضاح وسوء المنقلب.فليبدأوا بمواجهة النفس و الاعتراف بذلك ثم يقول لنفسه يجب أن نتخلّص من أقنعة خدعنا بها أنفسنا وخدعنا بها الناس وبدموع حقيقية يجب أن نذكر تلك السنين التي قضيناها في الكذب والتزوير وطمس أشخاصنا وحرق أنفسنا ...وليعترفوا لأنفسهم قائلين لقد أوغلنا في تنميق الغلاف حتى تعفّن المضمون .
ان مقصدى من تلك المصارحة مع النفس انى أريدك ايها الاى دى مان أن تفكّر بعقلك أنت لا بالعقليّة التي تخيّلُتها لنفسك وليست لك على وجه الحقيقة . وحتى لا يُفهم أن المطلوب أن نجاهر بالعيوب أقول أن هدفي الأساسي أنه ينبغي ألا نخدع أنفسنا وغيرنا فندّعيَ ما ليس لنا بل يعلم من علينا أن نعرف من نحن ولا يكفي ذلك فأكثرنا يعلم من هو ...إنما الغرض العمل على إصلاح الخلل إذا تمت المعرفة به . إن كلاما كهذا الذي يأتي لا أوجهه لمكابر مجاهر سقط حياءه ففعل ما شاء وإنما أوجهه لمن يخجل أن يراه الناس على سوء وهو متلبّس به على وجه الحقيقة ..هنا أدعو هذا الانسان لتعديل الداخل ليوافق الظاهر الطيب الذي رسمه لنفسه , من غير أن يمزّق القناع.بل ليلقه جانبا بعض الوقت لضرورة المصارحة في تحقيق المطلب.
ان مجتمعنا قد استكفى من الزيف و المسميات الواهية ونحن بحاجة فعلا الى ان نستبدل هذا الأى دى مان بالتروو مان (true man) هؤلاء الرجال الذين يعملون ليل نهار ليس سعيا وراء منصب او جاه بل ابتغاء وجه الله و طمعا فى ارضاؤه ثم خدمة حقيقية لمجتمهم ..هؤلاء هم من نحن بحاجة اليهم الأن وقبل اى وقت اخر .
والخلاصة نحن بحاجة الى رجال بلا مناصب ولسنا بحاجة الى مناصب بلا رجال
وشعبنا يحتاج إلي خدام وليس إلي حكام.
ليست هناك تعليقات: