مساحة إعلانية

الإسلام المخنث ..ثرثرة عاقلة ...بقلم د.عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يونيو 12, 2014


عقب الاستعمار الفرنسي لمصر والذي لم يكن مجرد عمل عسكري بل كان غزو ثقافي أبهر المتخلفين من حملة العصي والسيوف في وقت شاهدوا المدافع تضرب القاهرة ، وأرجع البعض تخلفنا وتقدمهم للدين والحقيقة أن المشكلة في الانحراف عن صحيح الدين ؛  فظهرت موجة من غلاة العلمانيين والذين رأوا في باريس إله يعبد من دون الله .

 طبيعة أي تطرف يعقبه تطرف مضاد فظهرت الحركة الإسلامية المحافظة والمتطرفة لمجابهة التطرف العلماني وظهر بصيص اعتدال لا يرفض الحضارة الغربية ، ولا يذوب فيها فيفقد هويته ، ولا يعيش على أنقاض الخلافة بكل مثالبها ، وكان من رواد تلك المدرسة صاحب طبائع الاستبداد الشهيد المسموم على أغلب الظن عبدالرحمن الكواكبي وللسموم تاريخ بدأ من الحسن رضي الله عنه ، والإمام المجدد محمد عبده ، والثائر جمال الدين الأفغاني والذين نالتهم سهام الأذى وربما التكفير .

مرت الحركة الإسلامية بمراحل وانشقاقات وارتكبت الخطايا والأخطاء وظُلمت أحيانا وظلمت نفسها وغيرها ودينها كثيرا ، وتنوعت ما بين ألئك الذين لم يفهموا من الإسلام إلا ثياب قصيرة ولحى وتنطع في العبادات وبين تكفيريين انحرف تفكيرهم وظلوا حبيسي كلام فقهاء القرون الأولى سواء كان هذا الكلام محرف أو لا يصلح إلا لزمانه .

 وما بين متحدثين نصبوا أنفسهم لسان الله في الأرض بعد انقطاع الوحي ، وتجاهلوا أن الإسلام هو الدين المتمم والمصحح للانحرافات ، وأنه سماء مفتوحة صالحة لكل زمان ومكان وهذا سر بقائه على عكس المناهج الفكرية التي تصلح لزمان معين ومكان معين ثم تنتهي ، وأن الشورى مثلا هي قيمة وأن القوانين الوضعية والمتغيرة والتي يعتريها النقصان البشري هي المخولة بتحقيق قيم الإسلام وأهدافه .

بعد ثورات ما يسمى بالربيع العربي والتي أعقبت ظلما وفسادا لعقود والتي قامت بها شعوب مقهورة ولم يشعل شرارتها الإسلاميون لكنهم لحقوا بها ووجدوا الفرصة التي ربما حلموا بها بعد خمسين عاما قادمة  قد لاحت لهم هدية وأصابهم العمى والغباء في أعتى صوره وفشلت تجربتهم وكان حصادها مر .

وأمر حصاد ما أسميه الإسلام المخنث !!!!
نعم الإسلام المخنث هو التطرف المضاد الذي ظهر وانتشر لمجابهة تطرف كثير من الإسلاميين .

الإسلام المخنث محاولة بائسة لتقزيم الإسلام وتفريغه من مضمونه وتحويله من رسالة سماوية متممة ومصوبة للانحرافات التي لحقت بما سبقها من رسالات ، ومن هدية من السماء للنفس البشرية لتهديها الطريق وتقيلها من عثرتها وتحميها من ظلماتها وتقي الأرض شر الإنسان ، وتقي الإنسان ظلم أخيه الإنسان ، وتجعل الأرض واحة سلام خضراء ،
 إلى طقوس موسمية وتقعر في الألفاظ والرقص على أنغام الصلاة على النبي .

الإسلام المخنث لا يرى فرق بين الإسلام وغيره من الديانات وكل يصلي على نبيه بدعوى الوسطية والاعتدال وإنها لميوعة وتمييع للرسالة .

لا يمنعني التسامح وقبول الآخر واحترام معتقده من التمايز والاعتزاز بخصوصية رسالتي ومنهجها.

لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد، براء وتمايز عقدي كامل وفي النهاية لكم دينكم ولي دين ، حرية معتقد وتعايش وتعاون .

الإسلام المخنث أفيون لإلهاء الشعوب فهو يرى الإسلام في شادر عزاء مع قارئ صييت أو احتفال بليلة القدر وكعك العيد وفانوس رمضان والفتة في العيد الأضحى وإلي يحب النبي يسقف .

أو تقعر في الألفاظ وتلاعب باللغة في الاحتفالات للصلاة على النبي بكلمات كالخمر تسكر العقول ولا تحيي القلوب الميتة لأنها حروف من طرف اللسان وقلب كساه الران .

الإسلام المخنث يهلل للصوص الذين يتاجرون بالشعوب ثم يتبرعون لهم بجزء مما سرقوا !!!!
 أو يقيموا موائد الرحمن للمداحين ولو من عرق البغاء !!!

 أويتجارون بدماء الفقراء وصحة المرضى وعرق البغاء أشرف وأطهر من التجارة  بدماء الفقراء وصحة المرضى.

فيتم ترديد كلام حق يراد به باطل كالوسطية والسماحة وأن الله غفور رحيم ، بل ربما تتحرش العين بمؤخرة حسناء ولسان المتحرش يتمتم إن الله جميل يحب  الجمال !!

ليس الإسلاميين فقط  أو بعضهم من يتاجر بالدين بل ربما هم أقل من يتاجر به ، فالتكفيري في غالب حاله صاحب اعتقاد وفهم منحرف وليس تاجر دين أما أهل السياسة والسلطة في الغالب أكثر من يتاجر بالدين وربما لا يسعون لذلك بل يقوم به تطوعا أصحاب تقعر الحروف والمتمجدون وحملة المباخر .

فمن أعجب ما سمعت عن احتفال سياسي أو ثقافي أنه اجتماع مبارك !!
 إلا لو خانني الذكاء وكان المقصود الرئيس المخلوع مبارك !!!

تطرف الإسلام المخنث لا يقل خطورة عن تطرف التكفيريين
فكلاهما خرج بالدين عن عن منهجه ..

إنه الحصاد المر لأخطاء الإسلاميين وإنه ميوعة وتطرف وتخنيث للدين .

إن الإسلام دين ومنهج ونظام حياة وثورة رشيدة في ظل إدراك حقيقة ومقاصد شريعته وأن الوحي قد انقطع وكل فهمنا للنص فهم بشري قابل للخطأ قبل الصواب وأن الإسلام مظلة عامة وخطوط عريضة تحتها تفاصيل تختلف باختلاف الزمان والمكان والاجتهاد وأن العلم والعقل والفكر هم ركائز هذا الدين .

أيها السادة بداية العلاج الإعتراف بالداء والأزهر أصابه المرض وفقد مصداقيته لدى قطاع زاد أو قل وأصابه الجمود لفترات ويحتاج لثورة فكرية ومنهجية وتجديد للمفاهيم وللخطاب وأن يعود يملأ الفراغ الذي تركه لعقود فنشطت خلاله الأفكار المنحرفة وبداية عودة الأزهر هي استقلاله ، تلك نصيحة محب يعرف للأزهر قيمته ومميزاته .

وأختم بمقولة لعالم الاجتماع الراحل الذي لم يلق قبولا لدى كثير من الشيعة والسنة لأنه كان صوت العقل ويذكر أن جنازته خاف الكثير أن يحضرها ، البعض خاف أن يعترف بعبقريته ميتا بعد رفضها حيا والبعض خاف أن يحسب عليه فيكون من المغضوب عليهم .
يقول الودري :

“يقول نيتشه: "الدين ثورة العبيد". ويقول ماركس: "الدين أفيون الشعوب". وفي الحقيقة إنّ الدين ثورة وأفيون في آن واحد.
فهو عند المترفين أفيون وعند الأنبياء ثورة.
 وكل دين يبدأ على يد النبي ثورة ثم يستحوذ المترفون عليه بعد ذلك فيحولونه إلى أفيون.
وعندئذ يظهر نبي جديد فيعيدها شعواء مرة أخرى.”

إنتهي كلام الدكتور علي الوردي رحمه الله

ولكن يا أستاذي لا نبي بعد محمد بل رجال صدقوا الله ما وعدوه

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام