الشعب والحكومة في ظل رؤية المشير .
عندما أتكلم هنا أتكلم عن مرشح محتمل للرئاسة بنسبة تتجاوز 95% بعيدا عن الجيش المصري الذي أعتبر وحدته وتماسكه والالتفاف حوله في هذه المرحلة الحرجة ، وفى ظل المؤامرات على الوطن خط أحمر لا ينبغي تجاوزه تحت أي مسمى.
ما ينبغي على الحكومة وما يجب على الشعب في ظل تصريحات المشير اليوم في مؤتمر شباب الأطباء والتي أعتبرها مخيبة للآمال ، وكأني أستمع للرجل للمرة الأولى .!!!
سيادة المشير عليك مراجعة حوارك اليوم جيدا فأنت أو غيرك بالفعل لا تملكون عصا موسى.
ولكن على من يتصدر المشهد <أي من كان> لتحمل العبء في هذه المرحلة أن يمتلك رؤية واضحة ويمتلك الأمل ، وخارطة للحلول وإن طالت بعض الوقت ، وقبل أن يخاطب الفقراء بأن عليهم الصبر ربما لأجيال قادمة ، عليه أن يأخذ حق الدولة وحق الفقراء ممن نهبوا ثرواتنا وتاجروا بصحتنا وكرامتنا .
عليه أن يطالب أصحاب الهمر والجيب بشد الحزام من أجل الوطن قبل مطالبة راكبي الأوتوبيس بالمشي أم أنه على الفقراء التضحية من أجل السادة !!!
على الجميع أن يضحي من أجل الوطن .
عفوا سيادة المشير فالحمل صعب والمسؤولية شاقة ولكن البداية لابد وأن تكون بسياسة تقشف حكومي وبنظام ضريبي عادل، وبفرض حق الدولة على من يتخلف عنه بسيف القانون ،وبإعطاء جرعة أمل للمطحونين من خلال العدالة الاجتماعية، و أنهم سيجنون في القادم ثمار ما سيزرعون في سنين القحط ، وحل معضلة الشعور الداخلي لدى البعض أنه يعرق من أجل غيره، شعور أن هناك بلد للسادة وبلد للعبيد.
عليك أن تحول الكثافة السكانية التي طالما رمى عليها مبارك العبء -متناسيا الفساد والاحتكار والقهر والظلم الذي أدى بنا إلى ما نحن فيه الأن - إلى طاقة بشرية إنتاجية ،وثروة نستعيض بها عن الثروات الطبيعية من خلال أيادي عاملة ماهرة بدلا من تحمليها وزر وخطايا ثلاثون عاما من الإفساد.
فتحويل الأيادي التي أصابها الصدأ إلى أياد ذهبية منتجة هو الطريق السليم.
عفوا سيادة المشير تصريحات اليوم لم تكن للمشير السيسي الذى حلمت به لمصر ..!!
مؤخرا انبرت الأقلام والمنظرين والمحسوبين على ما يسمي النخبة في الإمساك بختم الوطنية وتوجيه النصائح لقطاعات الشعب المطحونة بشد الحزام متجاهلين عدم وجود الحزام أصلا .!!
وبعضهم يتغنى بعباءة ناصر ..أين أنتم من عبد الناصر ؟؟
أعود في لمحة تاريخية لموقف رجل سطر عز الأزهر في سطور من نور .
العز بن عبد السلام الذى وقف لسيف الدين قطز وطالبه بشد حزام الأغنياء وحاشية السلطان والمماليك أولا، ومن بعدها يأتي فرض الضرائب على المطحونين من أجل مجابهة خطر الفناء على يد التتار ..!!!!
مما لا شك فيه أن مصر في مرحلة حرجة سياسيا واقتصاديا وبحاجة لتكامل شعبي حكومي للخروج من عنق الزجاجة ، ولكن البداية من الحكومة بحكم أنها الحكومة ، وأنها من تدير ومن تصدرت المشهد ومن تسوس .
انبرت الألسن في التذكير بواجب الشعب تجاه الدولة والحكومة وتجاهلوا الأهم وهو دور الرئيس القادم وحكومته وهو ما يمثل الرقم الأهم والأصعب من وجهة نظري للخروج من النفق المظلم .
على أرض الواقع لا يوجد شخص ولا حكومة تملك عصى سحرية لتحول جحيم حياتنا إلى جنان ، ولكن يجب أن يكون عندنا رئيس وحكومة لديهم عصى علمية تصارح بحقيقة المشاكل ، وتدرك أبعادها وتدرس حلولها وتضع رؤية واضحة وخطط إنقاذية عاجلة لاستعادة ثقة المواطن في ملكيته في هذا الوطن .
خطوات سريعة تزرع الأمل في غد منتظر حتى يبدأ العمل ، وزراعة الأمل لن تتكلف المليارات بل تحتاج لخطوات لكسب الثقة، وطنية مخلصة ، طهارة يد ، هيكلة إدارية سريعة لمؤسسات الدولة ، دمج الشباب تحت جناح المخضرمين ، إسناد الأمور لأهل الكفاءة ، استعاده العقول المهاجرة التي تملك حلولا لواقعنا المر ، الاستفادة من تجارب دول كانت خلفنا فصرنا بعدها .
باختصار نقل شعور للمواطن أنه صاحب هذا البلد وأنه سيتحمل فقره وسيجنى ثمار تعبه مستقبلا .
الطريق الثاني: الخطط طويلة الأجل التي ترسم مستقبل خمسين عام والتي تتبنى مشروع قومي للأجيال القادمة على مراحل ووفق خطط مرحلية وتقييم مستمر لما تم إنجازه .
ومن ثم وبعد اتخاذ الحكومة لتلك الخطوات على الشعب أن يتحمل نصيبه في المسؤولية مع حكومته من تحمل للمعاناة وبذل للعرق وصبر وجلد وتغيير سلوكيات الإسراف وعلى الإعلام ورجال الدين وأهل الفكر مسؤولية كبيرة في تحويل مسار بعض السلوكيات السلبية إلى سلوكيات إيجابية من أجل غد مشرق لهذا الوطن .
ولا أنكر وجود تلاعب سياسي في بعض الاعتصامات واستغلال لها ولكن سياسات الحكومات المتعاقبة هي من تعطي تلك الأيادي الفرصة للعبث بمطالب حقيقية لأصحاب الحقوق .
سيادة المشير أو من يتولى الرئاسة تلوح لك الفرصة لتحقيق زعامة يخلدها التاريخ بتأسيس الدولة الحديثة ، دولة المواطنة ،وسيادة الشعب ،وسيادة القانون والعدالة بعيدا عن زعامة يحاول المتمجدون صبغك بها ليس حبا في شخصك بل طمعا أن يظلوا متمجدين خلف محبتك الموجودة بالفعل في قلوب كثيرين ولكن القلوب متقلبة ..!!
أكتب تلك الكلمات بصوتي الضعيف مغردا خارج السرب وأشك أن حتى بعض المواقع التي تنشر لي ستنشر تلك المقالة التي أكتبها حبا في هذا الوطن وإرضاء لما يركن إليه ضميري وحبا لشخص المشير السيسي الذى أتمنى عليه أن يستمع للجميع وأن لا يغلق أسماعه على بعض ممن يحاولون إغراقه وإغراق سفينة الوطن وهم أول القافزين من السفينة في حالة غرقها لا قدر الله
، أكتبها لله وللوطن .
ليست هناك تعليقات: