فاطمة المرسي أو شاعرة الثورة أو كما لقبتها أنا بشريان النيل النابض لما رأيته من تدفق لموجات حرفها نافضة عن كتف الوطن الهموم والغموم وكأن حروفها العامية المصرية تجرى أمام عيناي كما تعودت رؤية جريان النيل الخالد مهما حمل من هموم وغموم وآلام..
الشاعرة فاطمة المرسي ظاهرة جديرة بالوقوف أمامها فى ظل إسهال الشعراء الذى أصبنا به حتى بات أدعياء الشعر أكثر من عدد الخبازين .!!
حالة مرضية لمجتمع مليء بالأمراض وظن البعض أن قيمة الكلمة والشعر أو الأدب عموما فى نظم كلمات جميلة مزركشة وربما ملتزمة أحيانا عند القلة بأصول وقواعد الفن الأدبي شعرا كان أم مقالا أم رواية ......
وغابت الرسالة وغاب دور الأدب فى معالجة قضايا الوطن ومناقشة سلبياته والبحث عن حلول لأزماته وتسليط الضوء على سلبياته والحديث بلغة أهله بدلا أن تظل الكلمة حبيسة الأطلال وعصور الجوارى .
فاطمة المرسى لم تكتب على بروفايل صفحتها الشاعرة أو الأديبة أو الإعلامية بل كتبت فاطمة المرسى وتركت كلماتها التي تعبر عن الشعب تنطق وتكتب لقبها بل ألقابها.
لم ألتقى بها وجها لوجه ولا تربطني بها علاقة شخصية إلا حبا لهذا الوطن وإقتناعا منى بأنها حالة خاصة تستحق التأمل ومن هنا وعفويا لقبتها بشريان النيل النابض وتشرفت مجلتي البسيطة بنشر أعمالها فى مهد ظهورها للنور .
وها هي تحصد الجوائز وشهادات التقدير ويفجر ديونها الأخير موهبة كبيرة وإحساس شعبي راقي وحرف بسيط قوى مؤثر -رباعيات بالبلدي -الذى فاز بجائزة أفضل شعر عامي بمعرض الكتاب 2014.
وسبق لها نشر ديوانين رائعين مولد السيدة مصر وإنتباه يا مصر ..
فاطمة المرسى آخر حبات عناقيد الكبار صلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم رحمهما الله .
لما سألتها عن تأخر نشرها لأعمالها وعن بداية الكتابة عندها فلم يبزغ نجمها إلا مع ثورة يناير أخبرتني أن أول ما كتبت كان فى الصف الرابع الإبتدائي وأرسلت ما كتبت لجمال عبدالناصر ورد عليها بخط يده ومن وقتها بدأت الكتابة لكن الغربة لعقود فى أمريكا حرمتنا من حرفها الراقي حتى جاءت 25 يناير
فبدأ تدفق حرفها وبلغ التميز فى رباعياتها الأخيرة التي أنشر منها بعض المقتطفات فى هذا المقال .
ربما المشترك بيني وبين الشاعرة الكبيرة حب للرسالة الناصرية وإيمان بهذا الوطن وبداية ظهور كلماتنا بعد 25 يناير مع إختلاف القامات فهي قامة كبيرة وأنا مجرد صاحب فكرة وحرف بسيط ومع إختلاف الأجيال إلا أن عشقي للنيل مع أنه أهداني البلهارسيا يوما جعلني أتوقف أمام ظاهرة مصرية جديرة بالتأمل إسمها شريان النيل النابض.
مقتطفات من رباعيات بالبلدى ..
أراجوز في علبه ورق متصوَّر انه جن
يطلع يخوَّف عياله .. باين عليه إتجن
كان نِفسه يهرب من سنين الأرجَزَه
ولمَّا جاله النهار .. ليه
للضلام بيحِن ؟
......................................................
سديت ودانك بطين .. ليه رافض التوبة ؟
زغلل عنيك السراب ووقعت فى الروبة
وجمعت خيبة الأمل طوبه على طوبة
ورا كل باب ف البلد فيه عَركه منصوبة
.................................................
ما تخافش تاني يا ولد .. إيش ياخد الخوف
م الضلام
لو باقي من عمرك سنة .. ما تقلش عيشة والسلام
إمشي الطريق من أوله واخلق نهارك م العدم
هتلاقي 100 شمس وقمر ونجوم بتضرب لك سلام
ليست هناك تعليقات: