الصهيونية ليست هذا العلم السداسي النجمة
ولا هذا الورم السرطاني الخبيث الذى نبت فى
فلسطين وامتدت مخالبه فى أرجاء الكرة الأرضية .
الصهيونية فكر وتخطيط واعي ومنظم وعميق
يضرب بجذوره فى التاريخ يعتمد فى الأساس على
الهدم الذاتي بعد أن أيقن قادته ومنظريه عدم جدوى أو
إمكانية الهدم الخارجي لهذه الأمة.
اعتمد الفكر الصهيوني فى الأساس على صهاينة
بأقنعة مزيفة ينطقون بألسنتنا ويدينون ظاهريا بديننا وربما يظهرون غلوا فى التدين ومن ثم تم التدليس والكذب وتلويث بعض أفكار
وتراث السلف بل امتد التزييف للكذب على الرسول الكريم صل الله عليه وسلم بما يسمى بالإسرائيليات وغيرها من المكذوب .
من هنا بدأ الورم الصهيوني معتمدا على الكذب
والتزييف للتاريخ وللموروث الثقافي والفكري وإشاعة الفتنة وتشويه الأنقياء الأصفياء والطعن فى دين العلماء الربانيين.
المحور الثاني للفكر الصهيوني هو اللعب
على وتر التعصب والعصبية وبث سموم الكراهية بين مذاهب الدين الواحد وبين العقائد المختلفة
فى صورة صراعات مذهبية تارة وعقائدية تارة أخرى ، وهناك العصبيات العرقية والقبلية والقومية
بل لم تعدم الصهيونية الحيل فإذا لم توجد
مذاهب مختلفة أو أعراق متشاحنة أو عقائد متصارعة اخترعوا الأزمات بين العرق الواحد صاحب الدين والمذهب
والواحد والتاريخ مليء بتلك المكائد والحيل.
بعد انهيار الخلافة العثمانية وانتشار حالة
من التطرف العلماني الرافض للدين لظنه أنه هو سبب حالة التخلف القابعة فيها الأمة وأن تحلل أوربا من قيود الدين هو سبب طفرتها الحالية
ظهر تيار آخر بنوع آخر من التطرف لمحاولة صد ما رآه هجمة على الإسلام..
وصرنا بين تطرفين وتطورت أفكار الطرفين سواء ببزوغ تطرف أشد أو بوجود
ميل للإعتدال من هنا وهناك
وبعد الحروب العالمية وسايكس بيكو وحقبة
الاستعمار أصبحنا أمام صورة معقدة بسبب الفكر الصهيوني الذى حمله بجهل أضعاف أضعاف
من حملوه خيانة أو تصهينا.
طفحت على السطح إشكالات كبرى غاب فيها
صوت العقل والحكمة ووقعنا أسرى التطرف بعد خفوت الصوت التنويري المعتدل الواعي .
فما بين حلم عودة الخلافة والنظرة العقائدية
للصراع وعدم إدراك دور الزمان والمكان فى المعادلة ظل البعض أسير أقوال فقهية ربما
بعضها مكذوب على صاحبه والبعض الآخر أسير الزمان والمكان الذى قيل فيه ،وقلما وجدنا أصوات حاولت فك تلك المعضلة
الذى قابلها فكر أخر يرى القومية العربية هي الحل وأن الصراع صراع عرقي على الهوية
العربية ، وجانب آخر تمترس خلف الوطنية الضيقة بمفهوم
سايكس بيكو وأصبحت حدود الخريطة أهم معاول هدم الوحدة العربية والإسلامية.
إشكالية حقيقية خلقها بعض علماء الدين وبعض
متطرفي الفكر القومي أو العلماني، وأصبحت الصورة إما صراعات عقائدية أو مذهبية
وخاصة بين السنة والشيعة أو فكرية بين تكفريين وجهاديين ربما هم عماد الفكر الصهيوني
الأكبر دون وعي الكثيرين منهم وليبراليين وقوميين وعلمانيين وإسلاميين ووووو.........
الصهيونية ليست مجرد عمالة للموساد، الصهيونية سرطان أصاب كل من بقدر إلا من
رحم ربي .
التكفير فكر صهيوني.
التخوين وشيطنة الأخر والحكم العام على دين أو مذهب
أو جماعة فكر صهيوني.
التحريض على الدولة الوطنية واستعداء الأجنبي
عليها وإن عانت الظلم والفساد فكر صهيوني.
تحولنا إلى قضاة وجلادين نمسك بختم الإيمان
تارة وبصكوك الوطنية تارة أخرى فكر صهيوني.
استباحة بعضنا دماء بعض فى صراعات على السلطة
يملك خيوطها أعدائنا أكثر مما نملك فكر صهيوني.
خطاب الإسلاميين وعقدهم الفكرية مع مفهوم
الدولة الوطنية ومفهوم القومية فكر صهيوني.
الحركات الإسلامية دائما ما يستقر فى وجدان
أتباعها أن خصومهم السياسيين إما صهاينة ومنافقين وإما مخدوعين فى إطار مخطط صهيوني ،ولم يخطر ببالهم أن يحاسبوا أنفسهم أو أنهم ربما يكونوا جزء من المخطط الصهيوني
.
الصهيونية لا تعتمد على عمالة مدفوعة الأجر على الدوام ولكن الجهل والفرقة وشدة بأس
ذات البين وتزكية النعرات الطائفية والعرقية والدينية هي أنجح جندوها .
خلق حالة صراع
داخل النفس حتى تعجز عن الفعل وخلق حالة صراع بين الوطنية بمفهومها القطري
والقومية بمفهومها الأوسع
وخلق حالة صراع بين العقيدة الدينية والانتماء
الوطني والقومي .
إننا نرفع راية الصهيونية قليل منا يعي
ذلك والسواد الأعظم يرفعها بجهل كبير .
ربما تجده يحرق علم إسرائيل ويدوسه بالأقدام
وهو يحمل بين طيات نفسه الفكر الصهيوني دون أن يدرى !
كما أن الوطنية الضيقة والتي تعانى الآن
من مخطط تقسيم لوطنيات أضيق فكر صهيوني.
إن البناء لا يقوم إلى على قواعد قوية ولبنات
سليمة
والدولة الوطنية هي أساس أي بناء وتجاوزها
هو هدم لمفهوم القومية أو الأممية السليم .
أما آن الأوان ليقف كل طرف وقفة مع نفسه
يراجع أخطائه ويصوب مساره ويتخلص من الصهيونية أو جزء منها الذى لوث مواقفه وأقواله
حان الوقت لمقاومة هذا الورم السرطاني بكل
قوة بعد ما استشرى فى الجسد وأصبحت معركة حياة أو موت.
معركتنا بحاجة للمتجردين من أصحاب العلم
والثقافة والفلسفة لتنقية الأفكار وحل مشكلة
الصراع المفتعل بين العقيدة الدينة والوطنية والقومية.
أزمتنا أزمة فكر وأخلاق وتجرد وإخلاص
ويبقى آدم أب يجمعنا ورحم حواء إناء يحتوينا
لا يجب أن نتنكر له مهما تباينت عقائدنا أو مذاهبنا أو أفكارنا أو أعراقنا ، ويبقى الوطن بحاجة
للتخلص من كل من عواد- يبيع ترابه بحفنة دولارات- بسيف القانون وبإقامة العدل
لا أقلق من الصراع
السياسي ولكن كل خوفي من الحالة المجتمعية التي تعانى انسدادا فى الشرايين ينذر بكوارث
.
سلامة المجتمع
ولحمة نسيجه هي الضمانة الأولى والأخيرة للأمن القومي المصري والعربي .
بأسنا بيننا شديد
ولن نهلك من عدو بل يهلك بعضنا بعض ،هل نعى الصورة وندرك الحقائق ونقف مع أنفسنا
وقفة وصدق الله العظيم إذ أقسم بالنفس اللوامة —
ليست هناك تعليقات: