القولون السياسي ...
ومازالت مصر على صفيح ساخن مع تداعيات الأزمات السياسية والإقتصادية اليومية
ومازال القولون السياسي المصري مضطرب وغير مستقر فبعد إمساك مزمن إستمر عقود وبلغ عنفوانه فى العقد الأخير
ومع قيام ثورة 25يناير كمتنفس طبيعي لحالة الكبت والتردى الإقتصادي وفقدان الأمل
أصيب القولون السياسي المصري بحالة إسهال حاد نخشى أن يتحول إلى مزمن فينهك جسد الوطن ويصيبه بالجفاف وربما ينهى حياته ...
حالة الإسهال السياسي تلك تحتوى على كثير من المتناقضات ..
فعلى الساحة ظهر الإسلاميون وظهر عجزهم عن إستيعاب متطلبات المرحلة وصار كل همهم كيفية السيطرة على السلطة
وبدا عجزهم السياسي عن إحتواء الأزمات والتعامل معها ويبقى رهانهم الوحيد على عامل الوقت لتهدئة الجزء من الشارع الذى مازال يغلى ...
رئاسة عاجزة تفشل فى معالجة الأزمات وتصطنع لنفسها الأزمات أحيانا ..
وتفقد كل يوم جزء من أرضيتها لدى غير المسيسين من عامة الشعب ..
وسلاح ينتشر بطريقة غير شرعية تنبىء بكوارث قادمة ..
قوى ثورية مخلصة رفضت حكم المجلس العسكري ودعت لدولة مدنية ديموقراطية حديثة وقت أن هادن الإسلاميون المجلس العسكري وكثير من تلك القوى لا ينضم تحت كيان حزبي أو تنظيمي واحد..
وتبقى هذه القوى نقطة مضيئة فى سماء الثورة المصرية ولكنها تظل لا تملك من الأدوات والتنظيم والإعلام ما يؤهلها للحكم
وعلى السطح تبدوا رائحة هذا الإسهال في بعض ما يسموا بالنشطاء أو المنادلين بالدال وليس بالضاد والذين يسيؤون للثورة وللثوار ويؤسسون لنضال القفيان والخرفان والسب واللعن والرسومات البذيئة والألفاظ الخادشة للحياء ضد من يعتقدون فيهم خصومة سياسية ...
وكالعادة فالرائحة النفاذة لهؤلاء تجتذب حولها من لا يستطيع أن يعيش إلا على تلك الروائح من ميديا وأقلام مسمومة تجد فى تلك الرائحة مادة دسمة للإنتقام من السلطة الحاكمة والتي بفشلها تهدى تلك الميديا المادة الدسمة للعمل...
أما المتناقض الأهم هم الثوار الجدد الذين لبسوا الأقنعة وتحولوا لثوار وإستغلوا الغباء السياسي لنظام الحكم والعجز عن الإدراك ليمتطوا الثورة ويحاولوا إستعادة النظام البائد بقناع جديد ونخب جديدة ويستثمروا حالة الكراهية المتصاعدة لجماعة الإخوان وتيار الإسلام السياسي بوجهة عام ...
وعن الأحزاب السياسية فحدث ولا حرج
إسهال الأحزاب السياسية بعد الثورة ظاهرة غريبة فعدد الأحزاب السياسية تجاوز 75 حزب لا يعلم أحد معظم أسمائهم ..
وحتى الأحزاب صاحبت الوجود النسبي هي كيانات ضعيفة تنظيميا وإداريا ..
فهي لم تنشأ على أسس ولا على أفكار واضحة ولم تهتم بنوعية الكوادر وكان الصراع الأساسي هو جمع رقم لتخطى حاجز 5000توكيل اللازمة لبناء الحزب والمنافسة على الرقم الأعلى من ذلك ...
والملاحظة الجديرة هي عدد الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية فمع وحدة المرجعية أن ذلك لم يجمع شملها ..
وظهرت تيارات إسلامية متعددة حتى داخل التيار الواحد فعلى سبيل المثال تنوع السلفيون من المداخلة وحتى السلفية الجهادية وعلت نبرة التهديد ولا قدر الله لو إنهارت الدولة ستكون مجازر دموية ..
تكونت أحزاب فى الغالب مجرد أرقام وكيانات هشة تعتمد على أشخاص أصابهم الإسهال السياسي وطمعوا فى إستبدال النخبة القديمة بنخبة جديدة دون الإهتمام بقضية أو بمصلحة عامة ..
..قوى الثورة المضادة كانت داعمة للمجلس العسكري وإتفقت فى مرحلة ما مع الإسلاميين على ذلك
والآن تلك القوى تتمنى إنقلاب عسكري عكس طموحات وتهديدات الإسلاميين ..
ويبقى الشعب يئن فى وسط حالة الإسهال السياسي والتي ينتج عنها أزمة فى الأمن والمعيشة وتبقى القوى السياسية تتناحر على أنقاض وطن يتربص به الأعداء من كل مكان وتبقى المصلحة الوطنية هي آخر ما يفكر فيه هؤلاء وإن قالوا غير ذلك ..
ويبقى الأمل فى الحفاظ على مؤسسة القوات المسلحة المصرية كحصن أخير لضمان بقاء هذا الوطن ..
حفظ الله مصر ..حفظ الله جيشها
اللهم أكف مصر شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته
ليست هناك تعليقات: