لماذا لا .....؟؟ بقلم د عاطف عتمان

قرأت مسودة الدستور قراءة مبدئية وأعجبت بالصياغة الإنشائية والتي قد يبدوا لعدم أهل الإختصاص من أمثالي  أنه دستور جيد ومعبر ....
ورجعت لأهل القانون وللمقارنات مع نفس النصوص من دستور 71 ووجدت عوار دستوريا واضحا فى كثير من المواد ولاحظت بعض الفروق بين الألفاظ فى منتهى الخطورة كلفظ تضمن الدولة ولفظ تعمل الدولة والفارق الشاسع بينهما وهو ما خفى على قبل أن أسمع من أهل الإختصاص ...
وقفت عند سماح مسودة الدستور بمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري وفق نص فضفاض لما يسمى بجرائم تتعلق بالقوات المسلحة ...ودستور 71 كان لا يجيز محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري ....
وقفت عند  حقي فى العلاج فوجدت نصا فضفاضا بأن الدولة تعمل على علاج غير القادرين ...من هم غير القادرين؟؟ووجدت دستور 71 يقول تضمن الدولة العلاج للمواطنين ونفس الأمر بالنسبة للمجانية التعليم ....
وقفت أمام جواز حل النقابات والجمعيات ولو بحكم قضائي ودستور 71 لا يجيز ذلك ...
وقفت عند الكثير ولكن أهم ما وقفت عنده
إستخدام الشريعة الإسلامية والمنابر والمشايخ لتزوير إرادة الناس والإيهام ظلما وعدوا أن هذا دستور الشريعة 
وقفت عند طرح دستور للإستفتاء والشارع منقسم والقضاء منقسم والدم لم يجف من على الارصفة 
وقفت عند طرح دستور وإتخاذ من الصندوق حكما وهى كلمة حق يراد بها باطل وهى ميكا فلية بغيضة فمعظم من سيقول لا ومن سيقول نعم لا يدرى فيما قال ...فحتى بعض المثقفين والمتعلمين يحكمون على الدستور من خلال النص الأدبي والكلام البراق ....
وقفت عند تحول أجهزة الدولة من الحزن الوطني لحزن الحرية والعدالة وتحول كثير منها لأبواق لتوجيه الناس لنعم بحجة الإستقرار والشريعة 
إقحام الدين وإستغلال الجهل وتسخير أجهزة الدولة وإستغلال حالة الضجر والقرف التي وصل إليها العامة من النخب موالاة ومعارضة لايمكن أن يؤدى إلى خيار سليم 
معارضة منقسمة بين مقاطعة ولا ....وعوام سيتفرجون وملوا من المشهد السياسي حكامه ومعارضيهم ..ورجال دين أصبحوا يسوسون قطاع ليس بالقليل ...وقوى مرابطة على الجهاد لنعم ...مبرووووك عليكم نعم ...مصر أبقى من نعم ..مصر أبقى من لا ..مصر أهم من الحاكمين ومعارضيهم ..نسأل الله لها الحفظ من الفتن ..
من هنا أشهد شهادة لله وللتاريخ أننى أرفض هذا الدستور وأدرس إما مقاطعة وإما لا...مع كامل إحترام من فهم ووعى ثم قال نعم 

لا للدستور

بقلم د عاطف عتمان