سقطوا فى الفخ...وسقطت كل الأقنعة..

بقلم
                                                   د  عاطف  عتمان
سقط الجميع فى الفخ...
قامت ثورة بعد الكيل ما فاض..وكما يقول علماء علم الإجتماع الثورة لا تقوم إلا مع أخر لقمة فى رغيف العيش..
قامت ثورة صنعها شباب طاهر لم ينتمى لحزب ولم يكن مسيس ولم يطمع فى كرسي أو منصب...صنع الشباب الشرارة الأولى التي لامست نيران محبوسة فى صدور السواد الأعظم من الشعب..فالتحق الشعب بغالبية أطيافه وصنع ثورة أبهرت العالم بحضاريتها وسلميتها ووحدة نسيج من قاموا بها مع إختلافاتهم الدينية والفكرية ....حقا كانت ثورة شعب...
ولكن...
القلة التي كانت قائمة على نهب الشعب والتطفل على بقايا أجساد المصريين الهزيلة..وما يعرف بالثورة المضادة لم ولن تفقد الأمل...
وكان الفخ الأول مصطلح الفلول...والفلول بقايا الشييء  وأوهمونا أنا نظام مبارك إنتهى بمجرد تنحيه وأنهم الفلول والبقايا..فى حين أن الحقيقة أن النظام مازال قائما بكل أركانه وقد رمم بعض الشروخ التي حدثت عقب ثورة 25يناير
فالواقع يقول أن الثوار هم الفلول هم بقايا ثورة سرقها المتلونون..وشغلت معظم ثوارها الغنائم والمعركة مازالت مستمرة وتميل فى إتجاه الطرف الآخر يوم بعد يوم ..
سقط الإخوان والسلفيون فى فخ عملية سياسية وهمية واهية بدأت بالبرلمان وإنتهت بإنتخابات الرئاسة..سقطا فى فخ الإعلان الدستورى سقطا فى فخ لجنة الدستور..
سقطت القوى الثورية فى الإستفذاذات المتتالية وصناعة مادة لإعلام الإستربتيز الذى نعيشه..
وأما مرشحي الرئاسة وبعد نتيجة الجولة الاولى من المسرحية التي لم يصرحوا أنها مسرحية إلا بعد فشلهم ..لم يستوعبوا فخ البرلمان وللأسف هم  فى سقوط مستمر يوما بعد يوم وخاصة أبو 4.8مليون وأبو 4مليون...
سقطت الأقنعة عن الأحزاب المريضة من العهد العليل...
سقطت الأقنعة عن المنتفعين والاعبين على كل الحبال الذين غنوا للثورة وبكوا على الشهداء وسبوا ولعنوا أسيادهم السابقين وما إن لا حت الفرصة وبدأوا يشمون ريح الماضي الخبيثة حتى تلونوا مرة أخرى وعادوا لوجههم الحقيقي يغازلون خفافيش الظلام... 
وأخيرا جاء تكسير العظام..وجاء مرحلة تصفية الإخوان إعلاميا وسياسيا ..بعد الإنفراد بتشويه البرادعي وشباب 6 أبريل وووو
سقط الجميع فى الفخ...وسقطت الأقنعة عن الوجوه التي فى حقيقتها هي القبح..
سقطنا جميعا فى فخ أنفسنا ..سقطنا فى الفخ حينما لم نستوعب أننا نحيا فى عصر القرود....
سقطنا جميعا حينما لم نتدبر قول ربنا..
 إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال .