بهدوء..مواقف أم مبادىء...
ترشح خيرت الشاطر الشغل الشاغل
والقضية الكبرى التى غطت عن عمد أو دون قصد على القضية الأخطر وهى قضية الدستور
وصياغته
ويلح هنا سؤال هل المواقف والأراء تجاه قضية ما أو شخص
ما يجب أن تظل ثابتة أم من الطبيعى أن تتغير بتغير الظروف
والملابسات؟
بكل تأكيد المواقف تتغير إذا جد من الظروف ما يستدعى التغيير أو إذا راجع
الشخص أو الحزب نفسه وعدل عن قرار خاطىء لصالح قرار صحيح
والسياسة بطبيعتها لا تعرف الثوابت فى المواقف ولكن ليس فى المبادىء وإلا
تحولنا إلى الميكافيلية
والسؤال الأهم هل تتغير المبادىء؟
نعم تتغير المبادىء ولكن المبادىء لا تتغير كل يوم أو مع كل ظرف ...
المبادىء من الطبيعى أن تظل ثابتة إلا فى حالة تغير جذرى فى الفكر أو تغير
المعتقد الدينى أو الفكرى أوالسياسى
وهذا لو حدث قد يحث فى العمر مرة أو مرتان ثلاثة على الأكثر ولاتتغير كل المبادىء بل
المرتبطة بحالة التغير ونوعها
فالأصل فى المبادىء الثبات وأما المواقف فهى متغيرة ولكن ليست متلونة
مشكلة الإخوان الأولى أنهم لم يفصلوا العمل السياسى الحزبى عن الدعوة
والجماعة
فلا يجوز تغيير مبادىء الجماعة وخاصة أنها تحمل رسالة دينية تربوية للمجتمع
فكان الأولى أن تبتعد عن ممارسة العمل السياسى ومراوغة السياسيين
وتسموا برسالتها ومبادئها وقيمها وتاريخها فوق الكراسى والمناصب وإن حسنت
النوايا
أما من ناحية الممارسة السياسية فالإخوان هم من فرضوا على أنفسهم عدم
الترشح وهذا سياسيا خطأ فكان من الواجب أن يتركوا لأنفسهم بابا للرجوع وأن يعلنوا
عن حقهم هذا منذ البداية...
ولم يقدموا أسبابا مقنعة ولا منهجية واضحة ولا معايير ثابتة سواء فى لجنة
الدستور أو ترشيح الشاطر ففقدوا كثيرا من المصداقية والأنصار
وأساؤا للدعوة التى يحملونها ولا يمكن إنكار تاريخهم فيها
الأمر الثانى نحن فى حالة ثورة لم يفجرها الإخوان ولا السلفيين وإن إلتحقوا
بها وحموها ولولا وحدة الشعب إسلامى وليبرالى وقومى مسلم ومسيحى وتناسى الحزبية لما نجحت الثورة
ولم تحقق الثورة أهدافها ولم تهدأ دماء شهدائها ولم تجف دموع الثكالى
وفى دولة بلا مؤسسات حقيقية أو دستور ومازال النظام البائد يسيطر ويلملم
جراحة
يعنى فى مرحلة بناء دولة ومرحلة البناء تستلزم وحدة الجميع
تستلزم المشاركة لا المغالبة وهذا مانكثت عنه التيارات الدينية
مغترة بتيجة إنتخابات الشعب ومتاجهلة العزوف عن إنتخابات الشورى..
وعندما تكون هناك دولة ومؤسسات وبنية تشريعية وقواعد إنتخابات منصفة من حق
كل فصيل أن يستحوذ عبر الصندوق ويشكل أغلبية ويحكم لأنه فى هذه الحالة سيكون الدستور والمؤسسات
ضامنة لعدم تحول الأغلبية الحاكمة إلى ديكتاتورية أبدية
أما مرحلة البناء فهى للجميع ولو يجوز تمييز أحد فوجب تمييز الشباب الطاهر
الذى لحق بربه أو الذى جرح وفقد عضو أو أعضاء وجب تمييز الشباب الذى خرج عن صمت
الكبار وفعل ما عجزوا عن فعله طوال السنوات الماضية
أيها الإخوان أيها السلفيون نختلف معكم لكن لا نكرهكم ننصح
فالمركب واحد إنه فخ الإنقلاب الناعم أنها بركات السفيرة الخبيرة بالإسلام
السياسى والقادمة من باكستان
إنه حرق كارت الإسلام السياسى
الحل تقديم مصر فوق الجميع والوحدة و العودة لروح الثمانية عشر يوما فى
ميدان التحرير
بهدوء..عفوا أيها الإخوان والسلفيون
خطاياكم تضر الدعوة وتحملونها وزر فهمكم وتصرفاتكم التى تصيبون فيها
وتخطئون كأى بشر
ولو أن الليبراليين أو القوميين أو
المستقلين مكانكم وفعلوا أفعالكم لقلنا لهم عفوا أيها السادة
ولكن مصيبتكم أكبر وخطأكم أفدح فأنتم إرتضيتم أن تصنفوا أنفسكم على أنكم
حملة المنهج الربانى والرسالة المحمدية
أيها الإخوان والسلفيين عودوا إخوانا مسلمين مسالميين مشاركين محبيين
أيها الليبراليون كونوا ليبراليين
أيها الوسطيون هذا دوركم فى محاولة لم شمل الفرقاء ولا يعنى أنكم وسطيون
أنكم مائعى المواقف
بل ثبات على المبدىء ومرونة فى المواقف وشجاعة فى الحق وإعلاء لمصلحة الوطن
وسطى محب لمصر
د عاطف عتمان
ليست هناك تعليقات: