كيف ومتى ظهرت أسماء الله الحسنى المشهورة والدارجة على الألسن الأسماء التي يحفظها الناس منذ أكثر من ألف عام؟ !
في
نهاية القرن الثاني ومطلع القرن الثالث الهجري حاول ثلاثة من رواة الحديث
جمعها باجتهادهم؛ إما استنباطا من القرآن والسنة أو نقلا عن اجتهاد
الآخرين في زمانهم، الأول منهم ـ وهو أشهرهم وأسبقهم ـ الوليد بن مسلم مولى
بني أمية (ت:195هـ) وهو عند علماء الجرح والتعديل كثير التدليس والتسوية
في الحديث ( )، والثاني هو عبد الملك بن محمد الصنعاني، وهو عندهم ممن لا
يجوز الاحتجاج بروايته لأنه ينفرد بالموضوعات ( )، أما الثالث فهو عبد
العزيز بن الحصين وهو ممن لا يجوز الاحتجاج به بحال من الأحوال لأنه ضعيف
متروك ذاهب الحديث كما قال الإمام مسلم ( ) .
هؤلاء الثلاثة اجتهدوا
فجمع كل منهم قرابة التسعة والتسعين اسما ثم فسر بها حديث أبي هريرة الذي أشار فيه النبي إلى هذا العدد، غير أن ما جمعه الوليد بن مسلم هو
الذي اشتهر بين الناس منذ أكثر من ألف عام، فقد جمع ثمانية وتسعين اسما
بالإضافة إلى لفظ الجلالة وهي:
الرَّحمنُ الرَّحيمُ المَلِك القُدُّوسُ
السَّلاَمُ المُؤْمِنُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّر
الخَالِقُ البَارِئ المُصَوِّرُ الغَفَّارُ القَهَّارُ الوَهَّابُ
الرَّزَّاقُ الفتَّاحُ العَلِيمُ القَابِضُ البَاسِطُ الخافضُ الرَّافِعُ
المعزُّ المذِل السَّمِيعُ البَصِيرُ الحَكَمُ العَدْلُ اللّطِيفُ
الخَبِيرُ الحَلِيمُ العَظِيمُ الغَفُورُ الشَّكُورُ العَلِيُّ الكَبِيرُ
الحَفِيظُ المُقِيتُ الحَسِيبُ الجَلِيلُ الكَرِيمُ الرَّقِيبُ المُجِيبُ
الْوَاسِعُ الحَكِيمُ الوَدُودُ المَجِيدُ البَاعِثُ الشَّهِيدُ الحَق
الوَكِيلُ القَوِيُّ المَتِينُ الوَلِيُّ الحَمِيدُ المُحْصِي المُبْدِيءُ
المُعِيدُ المُحْيِي المُمِيتُ الحَيُّ القَيُّومُ الوَاجِدُ المَاجِدُ
الوَاحِدُ الصَّمَدُ القَادِرُ المُقْتَدِرُ المُقَدِّمُ المُؤَخِّرُ
الأوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ الوَالِي المُتَعَالِي البَرُّ
التَّوَّابُ المنتَقِمُ العَفُوُّ الرَّءُوف مَالِكُ المُلْكِ ذُو
الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ المُقْسِط الجَامِعُ الغَنِيُّ المُغْنِي
المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ البَاقِي
الوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُور ( ) .
ولننظر كيف اشتهرت تلك الأسماء
التي اجتهد الوليد بن مسلم في جمعها؟! كان الوليد كثيرا ما يحدث الناس
بحديث أبي هريرة t المتفق عليه - والذي يشير إجمالا إلى إحصاء تسعة وتسعين
اسما – ثم يتبعه في أغلب الأحيان بذكر هذه الأسماء التي توصل إليها
كتفسير شخصي منه للحديث، وقد نُقِلت عنه مدرجة مع كلام النبي وألحقت أو
بمعنى آخر ألصقت بالحديث النبوي الذي رواه الترمذي، وظن أغلب الناس بعد
ذلك أنها نص من كلام النبي فحفظوها وانتشرت بين العامة والخاصة حتى
الآن، ومع أن الإمام الترمذي لما دون هذه الأسماء في سننه مدرجة مع الحديث
النبوي نبه على غرابتها، وهو يقصد بغرابتها ضعفها وانعدام ثبوتها مع
الحديث كما ذكر الشيخ الألباني رحمه الله ( ) .
منقول من كتاب اسماء الله الحسنى الصحيحة
ا.د محمود عبدالرازق الرضوانى
ليست هناك تعليقات: