مساحة إعلانية

الغفور...هو الله

عاطف عبدالعزيز عتمان مارس 23, 2012
إنَّ العيش في رحاب أسماء الله الحسنى وتحقيق معانيها في حياتنا ومعاملاتنا كفيل بنيل السعادة الإيمانية الحقيقية، فقربنا من الله سبحانه وتعالى يزداد بتوحيدنا لأسمائه وصفاته، وقد أمرنا بأن ندعوه بها، فقال:
{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.[الأعراف:180].
فمن أسمائه الحسنى التي أخبرنا بها تعالى لنحقِّقها في حياتنا هي:
(الغفور)، فقال تعالى : {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.]الحجر49[، وقال:{ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ }.[الكهف:58].
والغفور في اللغة على وزن فعول، وهي من صيغ المبالغة التي تدل على الكثرة في الفعل، وأَصل الغَفْرِ التغطية والستر، وغَفَرَ الله ذنوبه أَي: سترها.
فالمسلم اليوم مطالب بضرورة الاستغفار عن كلّ ما يدور في قلبه من خواطر لا ترضي الله، ولو لم تتحوَّل إلى أعمال، قال الله تعالى حكاية عن نبي الله يوسف عليه السلام:{ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ } [يوسف:53].
ومطالب بالاستغفار بعد أن يقع في الذنب، وهو شرط من شروط التوبة النصوح.
وهذا رسول صلَّى الله عليه وسلَّم يعلِّم صحابته الدِّعاء باسم الله (الغفور)، لمايرويه البخاري في صحيحه من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أنَّ أبا بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَالَ لِلنَّبِي صلي الله عليه وسلم عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي قَالَ : (( قُلِ اللهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا ، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )).
والطبراني في معجمه من حديث عبد الله بن مسعود أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم كان يعلمهم الدعاء في الصلاة ومنها : (( سبحانك لا إله غيرك اغفر لي ذنبي وأصلح لي عملي إنك تغفر الذنوب لمن تشاء وأنت الغفور الرحيم يا غفار اغفر لي يا تواب تب علي يا رحمن ارحمني، يا عفو اعف عني يا رؤوف ارأف بي )).
وفي حياتنا نتعلَّم من اسم الله الغفور أن نستر على إخواننا عيوبهم ونغفر لهم إساءتهم، قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [التغابن:14] .
ولا شكَّ أنَّ الإيمان العميق بأنَّ الله هو الغفور، يجعلنا في ملازمة الاستغفار دائمين، وعلى التوبة النصوح والعمل الصالح قائمين، وفي مغفرة زلات إخواننا مراعين، فاللَّهم اجعلنا على ذلك محافظين، والحمد لله رب العالمين.

 
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام