مساحة إعلانية

د.عاطف عتمان يكتب .. لماذا ..؟ ولمن ...أكتب ...؟

عاطف عبدالعزيز عتمان فبراير 01, 2014

أسئلة وعلامات إستفهام عديدة وشكوك وهواجس حول قيمة الكلمة وخاصة كلماتي أنا ..
لماذا أكتب ..ولمن ..؟؟

هل أكتب من أجل المال وبيع الكتب والإنتشار بين الجرائد والمواقع والمدونات وتحقيق نجاح تلو نجاح -وفق مفاهيم محددة للنجاح-..
إذا فالجنس والغزل الوضيع والرقص بالحروف والكلمات ونشر الفضائح هو أقصر طريق ..
والطريق الثاني هو الدعارة الإعلامية الرخيصة وإختيار المادة المناسبة فى الوقت المناسب وكتابة أي كلام فى أي كلام ..

هذه الأيام موسم الإخوان فعندما كانوا فى  الحكم راجت كتبهم واليوم السوق الرائج هي الكتب التي تحدث عنهم ..
الإخوان والماسونية ..دهاليز الإخوان ..حواري الإخوان 
الإخوان والمهلبية..وليت لدينا بحث محترم يوضح حقائق ونستخلص منه نتائج ولكن الزج بإسم الإخوان على صفحات أي غلاف أصبح ضمانة الرواج الأولى ...

وربما إجادة قراءة الأشخاص من ذوى النفوذ السياسي خاصة وقراءة الواقع وإستكشاف المستقبل واللعب على كل الحبال والتلون بلون الفرس الرابح وكلما تقدم فرس فى السباق تسابقت إليه وإصطبغت  بلونه والطريق مفتوح وألعاب السيرك كثيرة ومن كشف مؤخرته كالقرد وفقد الحياء حتى من نفسه فقد إنتهى أمره 


هل أكتب للشهرة وتحقيق إشباع ذاتي ..؟

ربما فلكل إنسان حظه من حب الشهرة والوضع الإجتماعي المتميز ولكن إن كان الهدف مشروع فهل كل الوسائل مباحة ؟؟

أم أنني أكتب لمجرد تفريغ شحنات فكرية وعاطفية والرسم بحروفها شخابيط على ضفاف الورق ربما يتبعها هدوء وسكينة 
يبكى قلمي الحروف دموعا فتغرق الأوراق وتلون بعضها وتصيبها ملوحة الدموع فتغير من طبيعتها وتماسكها ..

أم أنني صاحب رسالة وصوت مهما كان ضعفه ..أحاول توصيل الرسالة بأسلوب بسيط وربما درامي لعل هناك من يعيها ويفهمها 
وأريد أن أترك شيئا فى الحياة يخلد الذكر ..وطلب المجد من شيم الكرام والتمجد من طباع اللئام ..

ربما بطبيعتي البشرية أحمل حظا من كل ما ذكرت لكنني دوما حريص على تغليب الرسالة ومضمونها والبعد كل البعد عن القرود ومؤخراتها ومن هنا هربت من دراسة الإعلام فى بداية حياتي حتى أكون حرا طليقا لا تجعلني لقمة العيش ومرارتها دمية تتلاعب بها الأهواء ..

أما لمن أكتب فتلك قضية أخرى ...

هل أكتب للنقاد وهؤلاء مدارس متعددة ومشارب مختلفة وبعيدا عن فساد الهواء فى حياتنا فالنقد فن قائم بذاته يمتهنه البعض ويضعون له قواعده ومن يهتم بالنقاد عليه أن يهتم بقواعد الفن الذى يكتب فيه وبمدرسة الناقد الفكرية وربما بأهوائه ونوع أمزجته وهلم جره من فساد أفسد كل أذواقنا ورحم الله أحمد زكى عندما قال- كلنا فاسدون -وكل له نصيبه من الفساد ...

هل أكتب للقراء وأجعلهم همي الأول فأتجاهل قواعد الفن الذى أكتب فيه وأهتم بما يريد القارىء بلغة بسيطة وسهلة وممتعة 
أقول له ما يحب سماعه وأكتب ما يستهوى قراءته وأطير فى السماء مع كلمات الثناء والمديح وأقوم بديماجوجية أدبية كالديماجوجية السياسية ..!!!

أم أكتب للحق النسبي الذى وصلت إليه ..للقيم ..للإنسانية .. لنفسي حتى أرضى عنها أولا وأقول ما ينبغى قوله وما يركن إليه ضميري وما وصل إليه إجتهاد عقلي وما أظنه يرضى ربى ويقدم إصلاحا ويبنى قيما ويساعد على الحفاظ على الإنسانية المهدرة  وأسلط الأضواء على العيوب وأنتقد السلبيات ..يغضب من يغضب ويرضى من يرضى ..

لا أستطيع أن أدعى مثالية زائفة ولا ملائكية غير حقيقة  ولا أستطيع أن أحكم على نفسي هل أحترم قلم ونفسي لأني صاحب مبدأ راسخ كالجبال أم لأن قلمي حر فى هوايته فلا تسيطر عليه الإحترافية ومتطلباتها 
..هل قلمي عصى على البيع أم أنه لم يختبر بثمن يجعله يتهاوى ؟
للآن على الأقل أظن أني صامدا وفخورا بقلمي مع بساطته وسط أقلام الكبار ...وبفكري مع تواضعه وسط أفكار العظماء ..

بعد حيث النفس هذا وصلت لإجابة ربما تكون مثالية ولا تمثلني بالضبط لأنى إنسان أسعى للمثالية لكن بكل تأكيد أحوم حولها ولا أبلغها فالكمال وتمام الجمال لرب الأكوان والعصمة للمصطفين الأخيار من الرسل والأنبياء الكرام ..
لمن أكتب ولماذا ..؟؟

أكتب لرسالة أحملها ولصوت حق أجتهد بعقلي أن أصل إليه .أكتب إلى نفسي وما أظنه حقا أكتب للناس ما أعتقد صوابه وأنه ينفعهم ويرتقى بهم بغض النظر عن من يرضى ومن يسخط

ولو لم يتبقى لي قارىء سوى نفسي لرضيت بها مادمت ثابتا على مبادئي محترما لعقلي  وسأظل أحدثها وأعاتبها وأجلدها أحيانا حتى تستقيم ..
أما قلمي فلو شعرت أنه سيخونني فى لحظة وستنتهك عذريته فسأحتفظ به بكرا وأكسره وأتوضأ بمداده وأركع الركعة الأخيرة فى محراب الكلمة وأعانق البكم حتى النهاية ..............






مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام