كنت فى القاهرة والتي لم تعد هي القاهرة
التي كنت أعرفها منذ زمن.
ومن لقاء مع مثقفين وجلسة على مقهى التحرير المطل على الميدان الذى شهد المسيحي يصب ماء الوضوء على أخيه والمسلم يحمى قداس أخيه ثم شهد الشقاق والصراع .
لم يكن هو ميدان التحرير الذى عهدته حتى قبل 25 يناير كان حزين لست أدرى ولكنى رأيت أرصفته تبكى .
حوار مع صديقي تناول الأزمة وشكي لي خلاف مع بعض الأصدقاء بسبب حركة حماس التي هاجمها هو وإعتبرها إرهابية بحكم ما ينسب إليها عن دورها فالمشهد المصري وكيف خاصمه بعض الأصدقاء .
شهقت شهقة ونفثت دخان الشيشة وقلت لصديقي بكل تأكيد لو ثبت ما يقال فعلا فكلنا سنكون ضدها ولكن حتى يثبت بعيدا عن العبث الإعلامي فلا ينبغى أن نخسر صداقاتنا ولكن ما يحدث هو الحصاد المر لخطايا الجماعة .
فقد تعاطف البعض مع بشار بسبب خطايا الجماعة وقد شك البعض فى حماس التي كنا نضعها فى القلوب بسبب خطايا الجماعة وقد توارت كلمة إسلامي وأصبحت سبة وخطيئة بسبب خطايا المنتسبين لتلك الكلمة وتبقى الحقائق غائبة ونقع فريسة للتحليلات والإستنتاجات حتى نرى أحكاما ومجرمين وحقائق تكشفها جهات مسؤولة .
مازال البعض ينتظر عودة اللواء عمر سليمان -مش عارف أقول الله يرحمه ولا يرجعه بالسلامة -فى مسلسل درامي غريب يوضح طبيعة المأزق الذى نعيشه .
وقبل مقهى التحرير نظرت للنيل فكأنه يخاصمني ويعتب على وعلى كل المصريين فلم أستطع أن أجلس جلستي المفضلة على السور المحيط بالنيل -جلسة مجانية للصعاليك فلست من أهل الفنادق العائمة -فإنصرفت ولم أتبادل الحديث المعتاد مع النيل.
حوار
طويل مع سائقي التاكسي بعد طول فترة مكوثي معهم نتيجة الزحام اللا معقول فما بين قلق على المستقبل إلى من يلعن الساسة والسياسة ومن ينتقد الإعلام ويرفض عهره أحيانا ويكتفى بعينيه ومعايشته ككاميرا وحيده لنقل ما يظنه حقيقة لنفسه على الأقل.
ومع النظرة
فى الوجوه وتمتمات بائع الكشاف الصيني فى أوتوبيس النقل العام- أبو جنيه التذكرة- والذى
إشتقت إليه كثيرا هو و قطار الدرجة الثالثة الذى إفتقدته منذ زمن لأنهما النبض الحقيقي
للشعب الحقيقي بعيدا عن زيف الكاميرات وتلقين المعدين .
بدأ البائع ..عشرون جنيها للكشاف ووصل لخمسة جنيهات ولم يبع لا لمبة ولا كشاف ثم لعن أبو الفقر ونزل من الأوتوبيس .
إمتلأ معظمها بالشتائم والسباب و التخوين
. كنت بالقاهرة وشعرت بها مقهوره وصدرها يغلي ويأن..رفقا بالقاهرة لأن غضبها قاسي وعنيف.
شعرت بضيق صدرها من شقاق أبنائها فلم تكن هي القاهرة ومع
أننا فى قلب الشتاء إلا أن غليان صدرها جعل الجو خانق
فعدت من هناك دون أن أرى القاهرة ..فقد كانت مدينة أخرى
غير التي كنت أعرفها فهل يمهلني القدر حتى أعود فأجد القاهرة
أخاطب النيل وأسهر فى الحسين بعد أكلة كوارع دسمة ...؟؟
ليست هناك تعليقات: