مساحة إعلانية

معاداة التطرف: تناقض المواقف وخطورة التنافر المعرفي

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 14, 2025

 


معاداة التطرف: تناقض المواقف وخطورة التنافر المعرفي


لماذا يعادي إنسانٌ التطرف في موقف، بينما يدافع عنه في موقف آخر؟ 🤔
هذا السؤال لمسته من خلال صديق يرفض اليمين الإسلامي المتطرف لأنه تضرر منه شخصيًا بصفته من دين آخر، لكنه حين اغتيل ناشط أمريكي مثل تشارلي كيرك، وجدته فجأةً يدافع عن اليمين المسيحي المتطرف.

عجيب هذا التناقض!

إنه مثال صارخ على التنافر المعرفي حيث نرفض التطرف الذي يهددنا مباشرة، لكننا نتسامح مع تطرف آخر أو ندعمه إن لم يمسنا، أو إن رأيناه حليفًا في معركتنا ضد خصم آخر.

⚠️ خطورة هذا النمط أنه يشرعن خطاب الكراهية طالما أنه لا يُوجَّه ضدك ويغذي دائرة مغلقة من العنف والعنف المضاد.
يتجاهل الحقيقة الجوهرية وهي أن كل أشكال التطرف تشترك في الجذور ذاتها من نبذ الآخر، العنف، والشعور بالتفوق العرقي أو الديني.

التطرف المسيحي: انحراف لا علاقة له بتعاليم المسيح ✝️


المسيح لم يرفع سيفًا، لم يقتل نفسًا، لم يؤسس دولة.
منهجه كان المحبة والرحمة، حتى وُصف من منتقديه بأنه "لا يصلح للأرض لمثاليته".
إذن من أين جاء التطرف المسيحي المعاصر؟

🔍 يوضح المؤرخ إيلان بابيه أن جذوره ليست روحية بل سياسية:


👈 تحالف تاريخي بريطاني في القرن التاسع عشر ما بين بين الإنجيليين المسيحيين (لدوافع لاهوتية)، والإمبرياليين البريطانيين (لمصالح استعمارية)، وقلة من النشطاء الصهاينة.

👈 الدافع اللاهوتي المسيحي من خلال عقيدة تؤمن أن عودة اليهود لفلسطين شرط لعودة المسيح ونهاية الزمان.
👈 التحول إلى أمريكا مع تراجع بريطانيا، انتقل اللوبي الصهيوني-المسيحي إلى الولايات المتحدة، وتوج بمؤتمر بيلتمور عام 1942 الذي طالب صراحةً بإقامة دولة يهودية.

موقف واضح لا تناقض فيه 🌍

الحقيقة بسيطة هي أن كل تطرف هو ضد الإنسانية.
سواء كان إسلاميًا، مسيحيًا، يهوديًا أو غيره، فالمبدأ واحد.
أي خطاب يقوم على الكراهية والعنف والتمييز لا يخدم الأرض ولا الإنسان ولا أظنه منهج السماء الحقيقي .
الموقف السليم إذن هو أن نرفض التطرف بجميع ألوانه، فنحفظ بوصلة الفكر السليم ونمنع الوقوع في فخ التناقض ونكسر دائرة التطرف والتطرف المضاد.
✍️ أرفض الاغتيال بكل صوره فما أحوج الأرض اليوم لوعي المسيح 🌅 ليتجاوز الإنسان كراهية يتوهمها مقدسة وفي الحقيقة هي شيطانية تبعده عن ذاته.
---

📌 سؤال للقراء:

هل صادفت يومًا شخصًا يرفض نوعًا من التطرف بينما يبرر نوعًا آخر؟
وكيف ترى هذا التناقض؟ 🤷‍♂️

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام