مساحة إعلانية

كم عانقت من النساء يا زوربا؟

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 08, 2024
 

كم عانقت من النساء يا زوربا؟


- كم عانقت من النساء يا زوربا؟
- واحدة.
- معقول! 
.. لقد توقعت أن يَستعصي ذلك على التَذكر
فتقول واحدة فقط.- يا أحمق .. لا يُعانق الرجل إلا واحدة.
- أتهذي يا زوربا؟
- بل أنت الذي لا تعلم العِناقّ.
- أعلمني إذن.
- يظل الرجل يُعانق ويفارق ..
يبحث بين الأذرع والصدور والنحور عن مأوى.
- ويراه البُلَهاء عناقًا.
- أما زوربا فيعلم أنه يبحث عنها فيهن جميعًا حتى يَجدَها.
- فإن وجدها؟
- انمحت كل العِناقات القديمة ..
عاد طفلاً ..
يرتمي في أحضانها مغسولاً من كُل درن ..
طاهراً من كُل دنس.
-----
- رأيتك تدخل بيت العاهرة ليلة أمس يا زوربا. 
* نعم .. لم أجد بيت أمك خاليًا. 
- سليط اللسان أنت. 
* وأنت تدخل فيما لا يعنيك. 
- كنت أريد فقط أن أسأل عن سعر ليلتها. 
* أنا لا أستأجر أجساد النساء. 
- إذن لماذا ذهبت لها؟
* رغم أن هذا لا يعنيك ولكنني سأجيبك .. ذهبت من أجل جسدها. 
- دون مال. 
* نعم. 
- وكيف أقنعتها؟
* لا أحتاج لإقناعها .. فعلنا ما نرغب فيه. 
- ولماذا رغبت فيك دون مال؟
* تريد أن تشعر أنها إنسان .. أن جسدها لها لا لمن يملك ثمنه .. إنها اللحظة التي يريد فيها الإنسان أن يرغب لا أن يضطر. 
- إذن لماذا لا تتزوجها؟
* زوربا لا يتزوج. 
- ولماذا؟
* زواجكم كعملها .. لا فارق. 
- كيف هذا يا رجل؟ .. أتجعل المشروع كالفجور؟
* في كليهما البضاعة تُباع وتُشترى. 
- ومَن البائع ومَن المشتري؟
* كلاهما .. رجل يشتري جسدًا بماله وامرأة تشتري ملجأ بجسدها. 
- يا لبؤس وصفك. 
* وعندما كثر زبائنها رميتموها بالفجور .. وعندما صار البائع والمشتري لا يتغيران جعلتموه مشروعًا. 
- إذن متى تتزوج يا زوربا؟
* إذا صار الزواج كالسانتوري. 
- ومتى يصير الزواج كالسانتوري؟
* عندما أعزف على أوتار السانتوري لا أسمع سواه .. أتحد معه .. لا أحمله إلا إن رغبت فيه حقيقة .. لا أضطر له .. إنما آتيه عندما أجد فيه حقيقتي.
------
الموسيقى لغة والرقص لغة وكلاهما من الممكن أن يكونا صلاة أو أن يكونا إثارة.
-----
عندما يتحول السلام من تحية إلى عطية يعم السلام.
اجعلني آداة لسلامك ومحبتك.
-------
إن رؤية الأمور كما هي تحتاج إلى نور داخلي موجود دائما في الضياء وفي الظلام ويتجاوز العين التي يحجب الظلام رويتها كما تحجب شدة الضوء رؤيتها.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام