ومدركل بالشنصلين تجوقلـت
ومدركل بالشنصلين تجوقلـت
عفص له بالفيلطوز العقصـل
ومدحشر بالحشرمين تحشرجت
شرا فتـاه فخـر كالخزعبـل
والكيكذوب الهيكذوب تهيعهت
من روكة للقعلبـوط القعطـل
_____
👈 هذه الأبيات الشعرية ملهمة وممكن الإلهام في عدم فهمها وعدم تفعيلها لأي برنامج آلي في العقل المعاصر اللهم إلا لو عقل نادر مهتم بموتى اللغة.
👈كون هذه الأبيات لا تثير البرامج الآلية التي يعمل من خلالها العقل فلن تجد تصورا للمعاني ولا إطفاء معنى ذاتي عليها سواء اقترب من الصواب أم ابتعد عنه.
بالتالي إما أن تأخذها بسخرية وتمر عليها مرور النيام أو تحاول معرفة معاني الألفاظ الميتة وهنا تعود بالألفاظ للزمان والمكان لتتعرف على المدلول بعين زمانه ومكانه.
👈 الشاهد هنا عجز الابجديات عن البيان وعجز البيان عن التعبير عن حقيقة الأفكار والمشاعر ناهيك عن البيان الضعيف هناك البيان الذي يحاكي الصدق وهو الكذب ..
👈 الشاهد هنا التوقف عند شخصية صاحب النص وحالته النفسية وقدرته البيانية وذاكرته ومدلول الألفاظ في بيئته وزمانه ومدلولها داخل تصوراته.
✍️ آه من أبجدية ضيعت معالم الحقيقة ثم ألف آه.
كم نحتاج إلى لغة الصمت؟!
******
شرح قصيدة ( ومدركل بالشنصلين تجوقلـت ) من أصعب القصائد اللغة العربية.
قصيده جاهلية سليمة باللغة العربية الفصحى
:-للشاعر .... الليث بن فاز الغضنفري:
====================
ومدركل بالشنصلين تجوقلـت
عفص له بالفيلطوز العقصـل
ومدحشر بالحشرمين تحشرجت
شرا فتـاه فخـر كالخزعبـل
والكيكذوب الهيكذوب تهيعهت
من روكة للقعلبـوط القعطـل
تدفق في البطحاء بعد تبهطـل
وقعقع في البيداء غير مزركلِ
وسار بأركان العقيش مقرنصاً
وهام بكل القارطـات بشنكـلِ
يقول وما بال البحاط مقرطمـاً
ويسعى دواماً بين هك وهنكـلِ
إذا أقبل البعراط طـاح بهمـةٍ
وإن أقرط المحطوش ناء بكلكلِ
يكاد على فرط الحطيف يبقبق
ويضرب ما بين الهماط وكندلِ
فيا أيها البغقوش لست بقاعـدٍ
ولا أنت في كل البحيص بطنبل
الشرح:
ومدركل بالشنصلين تجوقلت***عفص له بالفيلطوز العقصل
كفرق الجيوش تراكمت الغيوم الداكنة بلون صبغة ( عفص العصقل ) المستوطن لبقعة الفيلطوز. يتحدث الشاعر هنا عن مكان تراكم الغيوم
ومدحشر بالحشرمين تحشرجت*** شرا فتاه فخر كالخزعبل
وأصواتُ عالية كحشرجة المحتضرين التي لا تبشر إلّا بالشر أو كقهقهة صاخبة تناهت إلى مسمعنا آتية من جهةالحشرمين.
يتحدث الشاعر هنا عن صوت الرعد.
والكيكذوب الهيكذوب تهيعهت*** من روكة للقعلبوط القعطل
وصدى هذه الأصوات المرعبة قد صرعت الجبناء والكاذبين فأَلزمتهم الصمت حين سماعها (خوفاً ورهبة).يكمل الشاعر هاهنا حديثه عن أصوات الرعد(تدفق في البـطـحـاء بعد تبهطلِ *** وقعقع في البيداء غير مزركلِ)
تدفق السيل أو الفيضان عارياً (من دون ثياب المحاربين المزركشة) بعد أن سُمِعَ صوتُ الرعد وكأنه قعقعة السيوف وبعد إنهمار الأمطار.
(وســار بأركان العقيش مقرنصاً *** وهام بكل القارطات بشنكــلِ)
تدفق بين شجيرات العقيش مُسرعاً وكأنه يهرب من غريم لهُ، وجرف وأضاع نباتات الكرّاث البرّي المتواجد في شنكل.
(يقول وما بال البـحاط مـقرطماً ….. ويسعى دواماً بين هك وهنكـلِ)
يتساأل الفيضان أثناءَ عبوره لمنطقة جرداء ما لهذه المنطقة ملونةٌ بلون العصفر ( مزيج من الأصفر والبرتقالي)؟ وهو يتدفق مبتدئا من هك ليبلغ هنكل .
(إذا أقـبـل البعـراط طاح بهمةٍ *** وإن أقرط المحطوش ناء بكلكلِ)
عندما يقبل السيل فترى ذلك الباعر( ظبي أو جمل أو أرنب برّي) يهرب بهمة قوية أمامه، وكذلك تقرط (تلجم) وتسرج الخيول لإمتطائها( بهدف الرحيل والهرب من الفيضان) فتثقل صدورها بمن يمتطيها.
(يكاد على فرط الحطيـف يبقبـق *** ويضرب ما بين الهماط وكندلِ)
لشدة غزارة السيل تمتلئ الآبار الغائرة وتبقبق وكأنها جَفَناتٌ تغلي، ويجتاح هذا الفيضان الهماط ليصل إلى شاطئ البحر حيث تنموا شجيرات الكندل (هو نبات لا يخشى ماء البحر المالح).
(فيا أيها البغقوش لسـت بقاعـدٍ *** ولا أنت في كل البحيص بطنبلِ)
فيا أيها البدوي لن تستطيع أن تبقى قاعداً في مكانك ولن يمكنك أن تتكاسل أو تتغابى بالبقاء في هذا الوادي كثير البحص لأنّك إن فعلت فسيجرفك الفيضان فتلتقي بحتفك.
(من فُشْحة الفَشحاء من سَحْق الحَقا *** بَرْمَسْكلاتٍ ورَوْكةٍ من صُبْعُلِ)
مفاجأة المفاجآة أتت ضجيجاً مبهماً وصدى من ذلك المكان البعيد والعالي من جبل إصبع.
(صاقعته وقُفَيْرُمي بِجِراطه *** فاشْتَذَّ ملْقوخَ الفؤاد مُجَصْأَلِ)
صَعقَتْهُ المفاجأة فغَصّ بطعامه الجّاف وصالت خفقات قلبه واثباً.
#ملاحظات:
*الأسماء التالية هي أسماء مواقع جغرافية أي أمكنة ( الفيلطوز،الحشرمين، شنكل، هك، هنكل، الهماط)وبالرغم من إنعدام إمكانية تحديد الموقع الجغرافي بدقّة إلّا إننا نستطيع أن نخمّن كونه متاخماً للبحر الأحمر.
*الأسماء التالية هي أسماء شجيرات ونباتات ( العقيش، الكندل، القارطات )
ليست هناك تعليقات: