التراس المتدينين
كلمة الألتراس تعني المتطرفين، وإن كانت تظهر بصورة مجموعات من مشجعي الفرق الرياضية والمعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها فهناك الألتراس الأخطر وهو ألتراس المتدينين وحيث وجد ألتراس المتدينين لن تجد الله!ألتراس شيعة وألتراس سنة، ألتراس أرثوذكسي وألتراس كاثوليكي، ألتراس إسلامي وألتراس مسيحي وألتراس هندوسي، ألتراس سلفي وألتراس إخواني، وهكذا بمختلف الأديان والمذاهب والفلسفات تتواجد هذه المجموعات صاحبة الصوت العالي واللغة الشعباوية لثير الحقد المقدس وتتغذى عليه.
الألتراس مع الدين والمذهب ضد النور
لا مانع عند الألتراس من التحالف مع الشيطان من أجل نصرة الدين والمذهب، فالغاية تبرر الوسيلة، والغاية هنا ليست الحقيقة ولا النور الإلهي، بل الدين (التدين) أو المذهب على حساب أي شيئ واستخدام أي طريقة ولو من خلال حكم الڤار!سعي السني لتغيير الشيعي وحفاوته بعبور الشيعي نحو التسنن تفوق بكثير سعيه لتغيير المسيحي فالشيعي عنده هو الأخطر والأكثر عداء بحكم أنه الطرف الآخر في مبارة الديربي الإسلامي ونفس الأمر ينطبق على الأرثوذوكسي والكاثوليكي والعكس!
ألتراس زكريا بطرس ومعاذ عليان
إن وجدت نفسك من ألتراس معاذ عليان الذي لا يعرف عن الإسلام شيئ وكل معرفته الطعن في الكتاب المقدس والسخرية من الديانة والمقدسات المسيحية وتسويق الإنتصارات بعبور أفراد من هذا المعسكر لذاك المعسكر، وفي نفس الوقت غاضب من زكريا بطرس الذي يمارس نفس الدور في المعسكر الآخر من سب وتهكم وسخرية من الإسلام ورموزه فأنت ألتراس مأزوم.أما إن كنت ترفض المنهج من كلا الطرفين فهنيئا لك اتساقك مع نفسك مهما كان موقعك.
من عجائب ألتراس المتدينين
أعجب ما تجده عند تلك الفئة محاربة أي محاولة تنويرية من داخلها إرهابا وتكفيرا وتضيقا وفي نفس الوقت تشجيع محاولات التنوير عند الآخرين ودعمها بل ربما يتحولون لألتراس لها ظنا أن ذلك يهدم المنافس، مع أن الحقيقة أن حركات التنوير الحقيقية هي رئة الحياة لأي فكر .هذه المجموعات المتطرفة تدرك أن نفس منهجها عند المختلف هو الخطر عليها بسبب تطرفه وكراهيته المقدسة لها، لذلك فهو أعدى أعدائها مع أنه من نفس منهجها.
الألتراس يعادي المذهب المختلف أو الدين الآخر لدرجة أنه لا يهمه أن يجذب إليه فرد من الطرف الآخر بقدر إهتمامه بخروج هذا الفرد من معسكره حتى لو إلى الإلحاد وهنا عجب العجاب أن يفرح متدين بإلحاد متدين آخر!
الشيطان
عند التطرف والعنصرية يحضر الشيطان ويتحول الدين والمذهب والطائفة لأصنام ولا تجد الله.البعض من دعاة الوسطية حاولوا الخروج من دائرة الصراع باقتراح أن يهتم المتدينين من أصحاب الديانات السماوية بتغيير ما يطلق عليه الوثنيين والملحدين بدلا من توجيه قواهم لبعضهم البعض، وألا يسعى السني لنشر التسنن ببلد شيعي، ولا يسعى الشيعي لنشر التسنن ببلد سني، وأظن أن هذه كانت من بنود مبادرة برعاية القرضاوي رحمه الله وفشلت ولابد أن تفشل، لأنها دعوة عنصرية تتجاوز أصل المشكلة لتخلق عدو جديد تتجه إليه أنظار الإخوة وأبناء العم الأعداء، فينشغلوا عن عداوتهم الخاصة بعداوات جديدة.
المخرج من ظلام الألتراس المتدين
الحل في المحبة، في طلب نور الإله، في إدراك أن العبرة بقبول الآخر لا السعي إلى تغييره، وأن الله فوق الدين والمذهب، وأنه إن اختلفت الطرق والشعائر فاللقاء ممكن في مستوى حب الإله، والمنافسة على الإتصاف بصفاته العلية وتقديم المحبة لكل صنعته.الحل في التجرد بحثا عن الحقيقة مدركا بشرية الوصول ونسبيته.
الحل في إدراك روحانية الأديان لا الأسر بقيود حرفية النصوص.
لا خير في مسيحي بعيد عن وعي المسيح ونور المسيح ومحبة المسيح ولا خير مسلم لا يعيش السلام وينشر السلام ويكون رحمة للعالمين كما رسوله فيدرك تحيته ويعي دوره ويتأمل استفتاحه وتكراره للرحمن الرحيم.
الحل في إدراك روحانية الأديان لا الأسر بقيود حرفية النصوص.
لا خير في مسيحي بعيد عن وعي المسيح ونور المسيح ومحبة المسيح ولا خير مسلم لا يعيش السلام وينشر السلام ويكون رحمة للعالمين كما رسوله فيدرك تحيته ويعي دوره ويتأمل استفتاحه وتكراره للرحمن الرحيم.
المحبة هي الطريق والسعادة هي العلامة والنور هو الهدف
ليست هناك تعليقات: