مساحة إعلانية

دس السم في العسل!

عاطف عبدالعزيز عتمان مارس 05, 2023

 


دس السم في العسل!

جملة أرهبونا بها صغارا للإرهاب والتخويف من كل مختلف صاحب فكر ورؤية مختلفة، وكنا نكررها لأي كلام لا نستسيغ طعمه لعدم تعودنا عليه، فنظن كل طعم مختلف أنه نتيجة سم!
لما نضجت قريحة التذوق الفكري اكتشفت أن هناك عسل مر حنون نتيجة دواء لا داء، وعسل موالح، وعسل نوارة البرسيم، وعسل بردقوش وعسل الحبة السوداء!
الشاهد أن تغير مذاق العسل نتيجة تغير سياحة النحل بين مختلف البيئات والزهور، ومختلف ألوانه هنا جعلت منه شفاء.
هكذا الأفكار...
من تعلم السياحة في الأرض ليزور كل البساتين الفكرية والعرقية لينهل من عبيرها قدرا لا ليبيدها أو يغير معالمها لأنه لم يتعود عليها، أو يطمح في تغييرها لتوافق ما اعتاد عليه، ذلك هو من ينهل من خيرات الشراب المختلفة ألوانه فيزهر التنوع من أفكاره شفاء للناس.

لا تتعصب أبدا

في الصغر وأنا في الجامع انبرى شيخنا ليثبت بطلان وفساد التشيع (الذي لا نعرف عنه شيئا) فقال عقدت مناظرة بين شيخ لنا نحن الفرقة الناجية ورجل دين شيعي، فهم الشيخ السني بدخول المسجد للمناظرة ومعه حذاؤه فصاح الشيعي ماذا تفعل؟
أجاب علامتنا لقد كان الشيعة على عهد رسول الله يسرقون الأحذية من على باب المساجد.
رد الشيعي لم يكن هناك شيعة على عهد رسول الله... فكبر شيخنا العلامة وقال انتهت المناظرة.
وكبرنا خلف شيخنا على النصر المبين.
لما عقلت ونضجت اكتشفت كمْ كنت ساذجا أكبر خلف ما يقول شيوخنا لا لشيء إلا إنه قول شيوخنا الذي لا يأتيه الباطل.
لا تتعصب أبدا فقد يبدو ما تتعصب له اليوم على أنه الحق عين الباطل غدا.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام