مساحة إعلانية

دائرة الوعي

عاطف عبدالعزيز عتمان ديسمبر 01, 2022

 


دائرة الوعي

ملاحظة مهمة من أستاذنا الغالي وأحد أهم الأقلام المشغولة بالوعي الصحفي والكاتب الكبير الأستاذ مدبولي عتمان نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية وهذا نصها__
دمت مبدعا يا دكتور... ولى ملاحظة أعلم أن صدرك يتسع لسماعها وهي أنك غالبا تستشهد بكتاب غريبين مع أن لدينا على مدار التاريخ مفكري عظام في كل المجالات وأصحاب آراء معتبرة.
انتهى.
____
ملاحظة مهمة وذات وجاهة ولها ما يبررها ولكن ليسمح لي أستاذي الكريم أن أقتبس منه عنوان دائرة الوعي لهذا المقال.
✍️ عشت أغلب العمر حبيس الذات والميراث كل ما أعرفه عن الآخر أعرفه بعين النقد من خلال دائرة الصراع الديني أو المذهبي أو القومي أو حتى الأيديولوجي مع الآخر.
كنت حبيس التراث تارة، والبيئة والتيارات المخالطة تارة أخرى، ويشكل الدين أو بمعنى أدق التدين حجر الزاوية في أغلب الأحيان مع تحجيم للعقل، وصوت الفطرة، بسبب صوت التدين المدعي قداسة وعصمة.
تعدد وتضارب وصراع أصوات التدين نزع القداسة وأبطل العصمة.
✍️ بدأت رحلتي تجاه الآخر لأعرفه وأبحث عن الحقيقة وأسمع منه وأرى بعينه، أمد جسور التعارف بحثا عن تعايش ومحبة.
لم أذهب إليه لأبحث عن عثراته أو نقاط الاختلاف، أو لأزيد الهوة، بل لأرى نفسي في مرآته.
ذهبت لأبحث عن الحقيقة، لأدير الاختلاف لا لأزيله، لأتقبله آخرا كما هو ويتقبلني كما أنا.
✍️ بدأت بالآخر المذهبي الأشهر والأشد عداء معه من خلال تدين التكفير والإقصاء المحمل بعبء سياسي وقومي، فانفتحت على إخوتي الشيعة، وكانت الهجمة شرسة والتهم قاسية.
لسنوات كان اهتمامي بالملف الشيعي السني من الناحية الإنسانية والدينية، أقمت جسور التواصل والمحبة، واحترام الخلاف من خلال جسر الأئمة، وأظن أنني حققت نجاحا ما، على الأقل انتقلت من الكراهية والتكفير والعزلة إلى المحبة والاحترام والتواصل، ونقلت صوت الآخر الجميل إلى الذات.
✍️ انتقلت للآخر الديني الذي يعيش إلى جواري ومع ذلك بيننا جدران قطيعة وخوف وترقب وميراث تدين يؤصل لذلك.
الغريب أن المقاومة للانفتاح على الآخر الديني كانت أقل من الانفتاح على الآخر المذهبي، وأيضا حققت نجاح ما أهمه الانتقال لثنائية جديدة، وهي إيمان وإيمان مختلف، واستبدلت القطيعة بالتواصل، والكراهية بالمحبة، وكسبت اتزانا نفسيا وخفوت صوت الصراع الداخلي.
✍️ لا حظت أنني غرقت في قبور تراث الأسلاف وخاصة الديني مع أن الدين أسهل وأبسط وأيسر وأعمق من كل هذا الحشو.
لاحظت غياب الفلسفة والمنطق وعلم النفس، وعلوم عصر التنوير الغربي وما بعده فأحببت الانفتاح على هذا النور.
✍️ لا حظت غياب الروحانية الشرقية من حكمة بوذية وهندوسية
✍️ الأخطر لاحظت غيابا وقطيعة مع حضارة قدماء المصريين وما فيها من قيم سامية بسبب حجاب ديني مزعوم، فرأيت الله في قوانين للماعت .
✍️ ملاحظتكم في محلها أستاذي الكريم والتقليد الأعمى للغرب وأن نعيش في إطار مرسوم لا يختلف عن العيش في عباءة الأسلاف تقليدا .
اهتمامي في هذه المرحلة بسبينوزا وروسو وهاوكنز ولوبون وغاندي ليس إعراضا عن إبراهيم مدكور والعقاد وطه حسين وبن رشد وبن خلدون بل سيرا على نهجهم.
ليس انفصالا عن الجذور بل تواصل مع الآخر على أرضية أنا وأنت وليس صراعا إما أنا أو أنت، وكوني أنا وأنت لا يمنع أن أظل أنا أنا وأنت أنت.
ولا تزال رحلة البحث عن الحقيقة عن الإنسان مستمرة.
دمتم بخير ودامت دائرة الوعي.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام