الدماء بين الإسلامويين في العراق
أمس 29 أغسطس ذكرى إعدام سيد قطب (أنا ضد الإعدام ) والمفارقة أن العراق أمس يسيل فيه الدم هذه المرة بين أبناء المذهب الواحد، وبين أبناء الإسلامويين أنفسهم أرباب الفكر القطبي وخاصة حزب الدعوة الذي ينظر إليه أنه إخوان الشيعة نظرا لتأثره بالفكر الإخواني.اللقاء الأول بين قطب وأحد رموز الإسلامويين الشيعة المعاصرين حدث عام 1953 عندما استقبل المفكر المصري رجل الدين الإيراني مجتبى نواب صفوي، زعيم منظمة مجتمع الإسلام، والتي عرفت باسم فدائيي الإسلام، أو فدائيان إسلام باللغة الفارسية.
التأثير الأكبر لفكر سيد قطب في التيارات الشيعية المعاصرة تجلى في المفكر العراقي البارز محمد باقر الصدر، وفي حزب الدعوة الشيعي، الذي تشابه العديد من أفكاره مع الأفكار التي خرجت من تحت عباءة قطب.
بحسب ما يذكره القيادي الإخواني السابق ثروت الخرباوي ، في كتابه أئمة الشر: الإخوان والشيعة، انعقد نوع من التحالف بين حزب الدعوة وبين الحزب الإسلامي العراقي السني الذي كان بمثابة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في العراق، الأمر الذي أتاح الفرصة لانتقال الكثير من أفكار قادة ومنظري الإخوان في مصر إلى بلاد الرافدين تحت ستار هذا التحالف السياسي، وكانت مبادئ الفكر القطبي بطبيعة الحال قد استطاعت أن تجد لنفسها مكانا.
الغريب أن هذا التحالف الشيطاني بارك الاحتلال الأمريكي للعراق، وهنا رسالة مفادها أن المشكلة ليست في المذهب بل امتطاء السياسة للمذهب والدين.
عام 1964 قام محمد باقر الصدر بمناشدة الرئيس العراقي عبد السلام عارف أن يتوسط عند الرئيس المصري جمال عبد الناصر للإفراج عن قطب، وهو الأمر الذي تحقق فعلياً في مايو 1964، حسبما يذكر صالح الورداني في كتابه "الشيعة في مصر.
مساندة الصدر لقطب ظهرت مرة أخرى بعد إصدار حكم الإعدام على الأخير حيث يذكر أحمد عبد الله أبا زيد العاملي، في كتابه" محمد باقر الصدر: سيرة ومسيرة "أن المفكر العراقي هرع إلى خاله مرتضى آل ياسين، رئيس جماعة علماء النجف، وأقنعه بإرسال برقية استنكارية للرئيس المصري للاعتراض على الحكم، وقام بكتابتها بنفسه، وكان مما ورد فيها:" لو لم يكن لهذا العالِم إلا تفسيره في ظلال القرآن لكفى به خصيماً عند الله يوم القيامة.
سيد قطب تجاوز تأثيره جماعة الإخوان ليتصدر منظري التيارات السلفية الجهادية والتكفيرية بل إن هذه التيارات اتهمت الجماعة بالتخلي عن منهج قطب وخاصة بعد اشتراكها في المجالس النيابية التي يحكم فيها بغير ما أنزل الله وفق الحاكمية القطبية حتى وصل الأمر لتكفير أو تنسيق جماعة الإخوان من قبل هذه التيارات.
الشاهد هنا أن الفكرة لا تعدم بل صنع الإعدام من صاحبها بطلا يعلن الولاء لفكره البعض ويمارس البعض الآخر التقية في الضعف انتظارا للتمكين والحكم بشريعة الله (شريعة سيد قطب).
جماعات التمايز الديني بعنصريتها واحتكار الوكالة عن السماء وانتهاج العنف تحت مسمى الجهاد خطر على البشرية مهما كان دينها أو مذهبها وصراعها فيما بينها مدمر.
التأثير الأكبر لفكر سيد قطب في التيارات الشيعية المعاصرة تجلى في المفكر العراقي البارز محمد باقر الصدر، وفي حزب الدعوة الشيعي، الذي تشابه العديد من أفكاره مع الأفكار التي خرجت من تحت عباءة قطب.
بحسب ما يذكره القيادي الإخواني السابق ثروت الخرباوي ، في كتابه أئمة الشر: الإخوان والشيعة، انعقد نوع من التحالف بين حزب الدعوة وبين الحزب الإسلامي العراقي السني الذي كان بمثابة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في العراق، الأمر الذي أتاح الفرصة لانتقال الكثير من أفكار قادة ومنظري الإخوان في مصر إلى بلاد الرافدين تحت ستار هذا التحالف السياسي، وكانت مبادئ الفكر القطبي بطبيعة الحال قد استطاعت أن تجد لنفسها مكانا.
الغريب أن هذا التحالف الشيطاني بارك الاحتلال الأمريكي للعراق، وهنا رسالة مفادها أن المشكلة ليست في المذهب بل امتطاء السياسة للمذهب والدين.
عام 1964 قام محمد باقر الصدر بمناشدة الرئيس العراقي عبد السلام عارف أن يتوسط عند الرئيس المصري جمال عبد الناصر للإفراج عن قطب، وهو الأمر الذي تحقق فعلياً في مايو 1964، حسبما يذكر صالح الورداني في كتابه "الشيعة في مصر.
مساندة الصدر لقطب ظهرت مرة أخرى بعد إصدار حكم الإعدام على الأخير حيث يذكر أحمد عبد الله أبا زيد العاملي، في كتابه" محمد باقر الصدر: سيرة ومسيرة "أن المفكر العراقي هرع إلى خاله مرتضى آل ياسين، رئيس جماعة علماء النجف، وأقنعه بإرسال برقية استنكارية للرئيس المصري للاعتراض على الحكم، وقام بكتابتها بنفسه، وكان مما ورد فيها:" لو لم يكن لهذا العالِم إلا تفسيره في ظلال القرآن لكفى به خصيماً عند الله يوم القيامة.
سيد قطب تجاوز تأثيره جماعة الإخوان ليتصدر منظري التيارات السلفية الجهادية والتكفيرية بل إن هذه التيارات اتهمت الجماعة بالتخلي عن منهج قطب وخاصة بعد اشتراكها في المجالس النيابية التي يحكم فيها بغير ما أنزل الله وفق الحاكمية القطبية حتى وصل الأمر لتكفير أو تنسيق جماعة الإخوان من قبل هذه التيارات.
الشاهد هنا أن الفكرة لا تعدم بل صنع الإعدام من صاحبها بطلا يعلن الولاء لفكره البعض ويمارس البعض الآخر التقية في الضعف انتظارا للتمكين والحكم بشريعة الله (شريعة سيد قطب).
جماعات التمايز الديني بعنصريتها واحتكار الوكالة عن السماء وانتهاج العنف تحت مسمى الجهاد خطر على البشرية مهما كان دينها أو مذهبها وصراعها فيما بينها مدمر.
مازلنا نفتقد المواجهة العاقلة العميقة التي تفكك الألغام الفكرية لهذه الجماعات التي تستخدم العقائد الدينية لتسوق الأبرياء وقودا لمعارك من أجل السلطة.
ليست هناك تعليقات: