مساحة إعلانية

الأريام وقطرات التطرف ..فيض من فيوض الأستاذ الدكتور عبدالباسط هيكل





متى أفلست العقول عن تقديم رؤى فكرية تقود الشعوب وتبنى الأوطان فإنها تلجأ إلى الدماء؛ لترهب الخصوم وتستعطف الأنصار.

يكتب الأستاذ الدكتور عبدالباسط هيكل فيقول:

التطرف لا يولد فجأة لكنه يتسرب إلى النفس قطرات.. 
قطرة: شعور بالتمايز بالإسلام على المسلمين 
قطرة: أمتلك الفهم الصحيح وغيرى مازال في فهمه الخاطئ قطرة: الخلط بين صوت الوحي المقدس وصوت الفكر غير المقدس 
قطرة: صوت داخلي يردد دوما أنا الحق في مواجهة الباطل، أنا الإسلام في مواجهة أعداء الإسلام 
قطرة: الانسحاب التدريجي من مجتمع الناس إلى مجتمع الجماعة الذي صُنع لي 
قطرة: فقدان الثقة في كل رموز ومؤسسات الفكر الديني سوى شيوخي وقياداتي 
قطرة: الثقة المطلقة في رموزي 
قطرة: النبع الصافي للإسلام في كلام قياداتي وشيوخي من المجاهدين 
قطرة: سكوت صوت العقل 
قطرة: استسلام لسجن الفكرة المقدسة 
قطرة: يأس من أن يتغير المجتمع 
قطرة: الانفصال عن دنيا الناس ومجتمعهم إلى مجتمع مغلق مستعلى على من حوله 
قطرة: إيمان عميق بالتخلص من ضيق الجسد 
قطرة: الاعتقاد في ضرورة الصدمة وإيلام المجتمع كأداة لإيقاظ أبناء المجتمع الغافلين.. 
قطرة إيمان عميق بأنه يفصله عن الجنة أن يتخلّص من جسده.. وهنا يتحول مهندس البناء من مشيد له إلى هادم.. ومن محب لكاره ثم يصبح قاتلا ومقتولا.. ويصير الإسلام متهما ومجنيا عليه في الوقت نفسه.. 
متى أفلست العقول عن تقديم رؤى فكرية تقود الشعوب وتبنى الأوطان فإنها تلجأ إلى الدماء؛ لترهب الخصوم وتستعطف الأنصار.
انتهي.

للأريام قراءة في هذا الفيض

نظرة تحليلة ليست بغريبة على صاحب المسكوت عنه وأحد رموز التجديد العاقل المنهجي الذي لا يلقى رواج التغرير والشذوذ الفكري من أجل الشذوذ.
 إن سحبنا هذا التحليل ليشمل الإنسان بوجه عام وخاصة هذا المتدين ذو المرجعية المقدسة تظهر معالم عمق الأزمة.
بداية الرفض كانت من الشيطان، إذ قال أنا خير منه؛ فمنهج الرفض يبدأ من تزكية النفس ورفض الآخر الأبعد دينا أوعرقا؛ ثم تبدأ الدائرة تضيق برفض المذهب المختلف؛ فالجماعة المختلفة؛ فالفكر المختلف حتى يصل الإنسان لصدام ذاتي مع نفسه.
القطرة الأولى إن سحبناها إنسانيا يصبح تمايز الإنسان على أخيه؛ ثم الظن بامتلاك الحق المطلق مع الخلط بين الدين والفكر والديني وبالنهاية رفض أي مختلف، بل قد يصل الرفض للذات وكراهية الجسد والظن أننا خلقنا للموت لا للحياة، ومنتهى الخطورة تحول هذا الرفض للآخر لرفض مادي ينفي عنه حقه في الوجود كآخر.

سكوت صوت العقل بل وحبسه باسم الله والاستسلام لقيود الفكرة المقدسة يصيب بها الدكتور هيكل أزمة العقلية المنغلقة المكتفية بسجون بالموروث والتي لا خلاص إلا بالتحرر من هذه السجون لرحابة الفكرة التي تستلزم عقول حرة.
وتظل الأسئلة حول النص وقراءته، النقل والعقل، الدين والفكر الديني، مفاتيح حل لرسم صورة واضحة المعالم وطريق خروج من حالة التيه .

اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6

رمضانيات الأريام 6


واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام