كنت
أشاهد إحدى حلقات مسلسل عمر والذي أرى فيه لأول مرة تجسيد الخلفاء الراشدين في
تطور بعدما كان عدم التشخيص يميزهم عن غيرهم وسألتني ريمي المتمردة عن مظاهر العسكرة الدرامية للسيرة النبوية و حصادها وتجاهل طبيعة الرسالة
الإجتماعية والإصلاحية والإنسانية،فإذا بي أقرأ في نفس اللحظة كلمات أستاذنا
الدكتور د.عبدالباسط هيكل والتي كفتني الكتابة إذ كتب...
____
من
الأفكار التي تسرّبت إلى ثقافتنا من خطاب "جماعات التمايز بالإسلام الصحيح عن
المسلمين" التي قدّمت الآخر بأنّه الضّال، المغضوب عليه، عدو الله ورسوله؛
الواجب على المسلمين إنزال الخزي به حتى تُشفى صدور المؤمنين، اختزال سيرة النبي،
صلى الله عليه وسلم، في صورة القتّال المُحارب الذي يخرج من غزوة ليدخل في أخرى،
في محاولة منهم لمنح مشروعية لأفكارهم الصدامية، متجاهلين الأدوار الاجتماعية التي
قام بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لها أثر كبير في نشر قيم التسامح، والعدل والحرية،
متجاهلين، كذلك، أن المواجهات العسكرية التي خاضها، صلى الله عليه وسلم، فُرضت
عليه فرضاً من قومٍ رفضوا حقّ المسلمين في الاختلاف العقدي، وسَعَوا إلى إبادتهم.
فمن
الاستدعاء الخاطئ للتراث في خطاب "جماعات التمايز بالإسلام الصحيح عن
المسلمين" تقديم الإسلام كحركة عسكرية ودعوة استئصالية، فانتشاره مرهون
باستئصال الآخر؛ واستعادة أراضيه التي حكمها المسلمون زمناً، فتبنّى مثل هذه
الفكرة يُدخلنا في صراع ديني لا ينتهي، فإن كان للمسلمين، وفق هذا المنطق المغلوط،
حقّ تاريخي في إسبانيا تبعاً لتدين أهلها بدين الإسلام زمنا، فأتباع الديانة
البوذية سيكون لهم حقّ تاريخيّ في إندونيسيا، أكبر دول المسلمين من حيث تِعداد
السكان، استناداً إلى أنّ البوذية ديانتها السابقة على الإسلام.
اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6
واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: