التاريخ أحداث لا أشخاص
بمناسبة ذكرى فاجعة الإمام الحسين أؤكد أن التاريخ أحداث لا أشخاص لم تعد فاعلة ولا يملك أحدا لها مصيرا إلا صاحب الأمر سبحانه وتعالى، والأحداث هي قبلة العقلاء لاستخلاص الدروس والعبر.
سجال تاريخي شرس ومرويات متناقضة يقف كل فريق خلف مروياته ليدافع بها عما ورثه وما هو عليه، وحتى أتخلص من عبء هذه الرويات كان لابد من التفلسف في الأحداث والبحث عن معانيها وعدم إغفال الشخصية التي تتناولها الروايات.
من خلال معرفة شخصيات أبطال الفاجعة ومعرفة طبيعة وحقيقة الصراع ودراسة النتائج التي تمخض عنها هذا الصراع لن أقول بداية من صفين لفاجعة كربلاء بل بداية من بني آدم الأوائل حتى اليوم، نستطيع قراءة الصورة قراءة أظنها أفضل من قراءة الطوائف التي تقف خلف المرويات التي تؤيد مذهبها في الأمر.
أقبح ما طالعت هي محاولات استحمار العقل بالمساواة بين فريقين يكاد يكون هناك اتفاق أن أحد الفئتين باغية وهي فئة معاوية بن أبي سفيان في صفين. أما في كربلاء كان الحق أوضح؛ فمعسكر خليفة أبيه لم يكن فيه من الأشخاص ذوي المكانة الكبيرة ما يجعل الذين يعرفون الحق بالرجال في مأزق.
حقيقة الصراع المستمر هو صراع النور مع الظلام والإنسانية بقيمها من عدل وحرية مع السلطاوية بما تحمله من ظلم وقهر، صراع الدين والدنيا.
كيف لا وأبو الحسنين منع إبل الصدقة أن تمتطى وهذا العدل والورع لا يناسب الملأ من أهل السلطة والنفوذ!
كربلاء كانت صرخة ضد تحريف الدين وتجريفه.
كربلاء كانت بلا مذهبية معروفة بل كانت الخيانة أو الخوف من الذين بايعوا وادعوا تشيعا.
أعجب العجب عندما ترى المعمم السني أو الشيعي وهو يحكي ما خلف الأبواب المغلقة وكيف نظر هذا لذلك وكيف تطاير الغضب من العيون، وكيف استدار البطل، وعلى الجماهير أن تستمتع وتظن أن هذه الدراما دين لا ينبغي إلا أن تتقبلها بالعاطفة وتلغي العقل ولا تسأل ولا تجادل يا أخ علي.
اقرأ أيضا على واحة الأريام
ليست هناك تعليقات: