مساحة إعلانية

أين أذهب بهذه الآية؟

عاطف عبدالعزيز عتمان أغسطس 17, 2019

أين أذهب بهذه الآية؟


كنت أحاور ريم من أريامي فإذا بها تقذفني بنص آية وتظنها حكما وتقول أين أذهب بهذه الآية؟
يا ريمي رفقا فما كفر الخوارج عليا إلا باستخدام الآيات، وقرأت عليها آيات أخرى، وسألتها أليست هذه آيات من نفس الكتاب تتناول نفس الموضوع، هل هو التناقض أم التكامل،؟
لا يرى الحقيقة إلا من ألم بأجزاء الصورة ويظل وصوله للحقيقة نسبي!
تلعثمت وتغير لون وجهها وكأنها تسمع الآيات للمرة الأولى مع أنها دائمة التلاوة للكتاب.
الشاهد هو مشكلة النص المقدس وكم الجرائم المختلفة، وكم الدماء التي سالت تحت رايات النص المقدس والنص منها براء، بل هي القراءات الشيطانية للنص والأهواء والاجتزاء وجهل المعاني. 
منذ رفع المصاحف والتلاعب بالدين في خصومة سياسية، ثم تغول الفقهاء على العقل والعلم والمعارف الإنسانية ونحن نعيش أزمة طاحنة اللهم إلا فترات أضاء فيها نور العلم وحكم سلطان العقل.
النص، الفهم، التفسير، التأويل، الحكم، الفتوى، أعمدة بلا مشاعل إنارة وما لم تتحول لمنارات سنظل نعاني الجهل والتطرف والتكفير.
يكفيني من ديني ما كان عليه سيدي أباذر لكننا بحاجة لمصنفات في الفلسفة والاجتماع والفيزياء والطب والاقتصاد حتى نتحول من قطع شطرنج إلى لاعبي شطرنج، لكن بقواعد لعبة مختلفة تحكمها القيم، فلا نحول الإنسان لمجرد قطعة على رقعة الشطرنج، بل نحرك كل ما في الكون من أجل الإنسان وهذا ما يجبر نقص مادية الحضارة المسيطرة لنقدم للإنسانية بديلا أخلاقيا يعالج الخلل القائم. 
علموا الأجيال الناشئة المعارف الإنسانية، احموا مشاعل التنوير من طيور الظلام، حاربوا الجهل بنور العلم حتى تتمكنوا من محاصرة بؤر التطرف والتعصب والإجرام باسم النص الديني.
وتظل قراءة النص وفلسفة التأويل وأنسنة الفهم طرق للعبور من ظلام الواقع.
اقرأ أيضا:

يزيد يصرخ ...الحسين ظالما !
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام