من الكهف إلى الفكرة الجمهورية
في رحلة المكابدة من الكهف تجاه النور تعتريني لحظات يطبق الظلام على أنفاسي حتى أشك في الشك، وأخشى السراب أن يلهيني عن الماء وآوي إلى الكهف في خلوة في كهف يخصني لا أحدد لها زمانا وإن كان المكان معلوم وهو بين أضلعي.عادة في هذا الضيق والشك في الشك ما يرسل الله لي إشارة وحتى نخرج من جدليات العقليات المتحجرة والقلوب المظلمة فالإشارات هي توفيق من الله للباحث بأن ييسر له أفكار نيرة سبقه بها من سبق لتخرجه من حالة الشك في الشك ليستمر في رحلة الشك من أجل الوصول تفكيرا حرا من كل القيود.
اقرأ لمن تعرف ومن لا تعرف
اقرأ لمن تعرف ومن لا تعرف واحرص على زوايا رؤية جديدة والاطلاع على ثقافات وآراء مختلفة لتتعرف عليها وتتعلم وتستفيد وتتطور لا لتتصيد الأخطاء.
في هذه المرة كانت تدوينة صغيرة لأحد مشاعل التنوير الذي عاين الظلام فأبصر أركانه الأشد ظلمة وهو أستاذ فلسفة التأويل الدكتور بلال زرينة صاحب المنهج الذي لا يعتمد على التلقين أو التنظير للغير بل إثارة العقول لتنظر لنفسها، وتتعلم التلقي الناقد لتنظير الغير، فيصبح العقل حرا في التلقي مبدعا في الطرح.التدوينة كانت تخص التنويري المقتول ظلما بحجة الردة صاحب الرحلة من الكهف إلى الفكرة الجمهورية (فكرة جهورية طه) محمود محمد طه وكانت المرة الأولى التي أسمع عنه وكعادة الأريام لا تترك مسمى ولا مصطلح غامض يمر عليها إلا وتحاول معرفته وإزالة الغموض عنه من جمهورية أفلاطون حتى جمهورية طه، ومن هنا كانت بداية رحلة الأريام في فكر طه من السفر الأول للتحدي الذي يواجه العرب لطريق محمد، وما أذهل الأريام أنها وجدت فكرا في أربعينيات القرن الماضي يتحدث عن التيه وموسى السامري، والأريام قد قطعت شوطا في هذه الرحلة وكتبت عجل بني إسرائيل وعجول المسلمين، وكتبت عن التيه وهي التي تسمع اسم الكاتب فضلا عن فكره من قبل، وكان لهذا الأمر بالغ الأثر في الخروج السريع من الكهف، ومواصلة الرحلة مع الفكر الجمهوري بقراءة ناقدة غير ناقمة ولا ناقضة لتلتمس النور في أفكار المظلوم محمود محمد طه في ظل مبدأ أن قتل المفكر جريمة والتأله على الله والقتل باسمه أم الجرائم، فالفكر له الفكر، والقراءة الناقدة هي مولدة الأفكار وحاضنة التجديد.
رحلة مازالت مستمرة في فكر المرحوم شهيد من شهداء الفكر وفصل جديد من فصول صلاة الإنسانية في حلقة جديدة أتمناها مثمرة .
ليست هناك تعليقات: