13 يونيو، 2016
عجل بني إسرائيل وعجول المسلمين ..من أريام أفكاري د.عاطف عبدالعزيز عتمان
مازالت الأريام تمارس السفر عبر التاريخ لتحاول استخلاص العبر وكما استقر في وجدانها سابقا أن اختيار القصص القرآني من ضمن آلاف القصص في الأمم السابقة ورمزية التعبير جاء لعرض القضايا الذي ستتكرر في أمة محمد والتحذير من الوقوع في نفس الأخطاء ووصف العلاج لقوم يتفكرون والتحذير هنا لابد أن له محل فهو صادر من العليم الخبير صاحب علم الكتاب والذي يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون .
الأريام كانت هناك ترى أثر الاستعباد الذي مارسه الفرعون على بني إسرائيل الذين اصطفاهم الله وكرمهم ونجاهم من آل فرعون بعد تقتيلهم واستحياء نسائهم وتعذيبهم فيغرق آل فرعون ويهيئهم لخلافة الله بحمل الرسالة .
عجل بني إسرائيل وعجول المسلمين ..من أريام أفكاري د.عاطف عبدالعزيز عتمان
مازالت الأريام تمارس السفر عبر التاريخ لتحاول استخلاص العبر وكما استقر في وجدانها سابقا أن اختيار القصص القرآني من ضمن آلاف القصص في الأمم السابقة ورمزية التعبير جاء لعرض القضايا الذي ستتكرر في أمة محمد والتحذير من الوقوع في نفس الأخطاء ووصف العلاج لقوم يتفكرون والتحذير هنا لابد أن له محل فهو صادر من العليم الخبير صاحب علم الكتاب والذي يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون .
الأريام كانت هناك ترى أثر الاستعباد الذي مارسه الفرعون على بني إسرائيل الذين اصطفاهم الله وكرمهم ونجاهم من آل فرعون بعد تقتيلهم واستحياء نسائهم وتعذيبهم فيغرق آل فرعون ويهيئهم لخلافة الله بحمل الرسالة .
يذهب موسى ليستعد للقاء ربه وهو ينتظر الألواح فيها هدية وهداية السماء ، كانت المذلة ونزعة العبودية للبشر وبشاعة المادية تلعب دورها فهؤلاء لم يعرفوا للحرية طعم فألفت أنفسهم المذلة والاستعباد مع الخيرية التي أهديت لهم فما عرفوا حقها ، فلقد أفسد الفرعون فطرتهم فلم تعد سوية وأصبح نضالهم من أجل العبودية للمادة .
هنا تقف الأريام لتنظر لبني إسرائيل وحالهم حال تلقى الرسالة من المهانة والمذلة والعبودية مما أثر ذلك في أنفسهم حتى بعد أن مكنهم الله ولتنظر حال بني إسماعيل الذين لم يكونوا أفضل حالا منهم حال تلقيهم الرسالة من الزيغ عن منهج السماء إلا أنهم كانوا أحرارا لا يقبلون المذلة لبشر ،وكانت فطرتهم ما تزال تحتفظ بكثير من نقائها ، حتى قيود الدولة لم تكن تقيدهم فلقد كانوا نسورا تحلق في السماء وكانوا يدفعون حياتهم ثمنا للحرية فضلا عن صفات النخوة والكرامة والجود والفخر بالحرية ، ففي تلك البيئة ومع تلك الأنفس الحرة بكل عيوبها كانت الرسالة الخاتمة ويبدو أن الحرية كانت أرض غرس الرسالة الخاتمة.
لم يرى قوم بأم أعينهم من الآيات المادية ما رأى بنو إسرائيل ومع ذلك كانوا الأشد عنادا وما غابت الأدلة المادية الصريحة كما غابت عن أمة محمد وأظنها الأكثر إيمانا حتى حادثة شق القمر لم تكن سبب لإيمان أحد بل ثبتت المؤمنين وزادت عناد الكافرين وهنا أتذكر من يقول رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ويكون الجواب كلا.
بعد آية شق البحر وهلاك فرعون مباشرة يقولون لموسى بعد أن اشتاقت أنفسهم للمذلة عندما شاهدوا قوم يعبدون الأصنام أجعل لنا إلاها كما لهم آلهة !!!!
وما أن ذهب موسى لتلقى الهداية والهدية حتى بصر موسى بما لم يبصروا به وشتان ما بين موسى وموسى !!!!
أدرك السامري طبيعة تلك الأنفس فجمع الذهب الذي حملوه من مصر في الخروج كونه ذهب نساء مصر المستعار للزينة بعد أن رموه فأخذه السامري وصنع العجل ، وبعيدا عن دهاليز العجل هل هو دقة صنعة من السامري حتى يصدر الصوت مع الهواء أم خلط الذهب بأثر فرس جبريل عليه السلام ، فالأريام لها مذهبها أن القرآن ما سكت إلا عن خير والسكوت لمغزى أهم ولعموم المعنى فالسامري فتنة ولكل زمان ومكان سامري وعجل.
قال السامري هذا إلهكم وإله موسى ولقد نسى موسى وذهب للقاء ربه هناك وربه هنا ، وتلك عقلية هنا وهناك التي بصر بها السامري وعلم كيف يستعبدها ، فهي أسيرة لم تنعم بالحرية ولا تدرك أن الله لا يحده هنا ولا هناك وأنه الأول والآخر والظاهر والباطن تعالى سبحانه عما يصفون .
النظرة الأولى لقوم أنعم الله عليهم وأيدهم بآيات مادية ربما لم تكن لسواهم ونجاهم من الذل ومعهم موسى وهارون عليهما السلام وتهفوا أنفسهم للمذلة لصنم !!!
النظرة الثانية لأزمة الذكورة المتأصلة بعبادة عجل وليس بقرة وقد حاولوا جاهدين لصق آفة الذكورة بالإسلام .
النظرة الثالثة وهي رمزية العجل وخاماته الذهبية فكل ما يتخذ من دون الله إله فهو عجل مهما كانت قيمة خامات الصناعة أو دقة الصانع حتى لو أصدر الجماد الخوار .
النظرة الرابعة أن قضايا الإيمان لا يمكن أن تخضع للمادة وأن العقل يأخذ بدلائل الوصول ولكنه لا ولن يحيط برب العقول ، فإحاطته بخالقه دليل بطلان وعجزه عن إدراكه إدراك بوجوده .
عبادة العجل إهدار لقيمة العقل الذي ميز الإنسان وبه حمل الأمانة ومن بشاعة الجريمة يستحق بني إسرائيل العقاب ونوعية العقاب تستحق النظر وهي تقتيل أنفسهم وسواء كان نوع من الاختبار كما كان مع خليل الرحمن إبراهيم ثم تاب الله عليهم بعد أن هموا بالفعل أو أنهم فعلوا ذلك بالفعل أم أن القتل هنا مجازي لقتل عبادة الأصنام والمذلة في النفوس ، إلا أن هذا العقاب يستوجب التوقف فأمة محمد الآن لا تفعل شيئا إلا أن يقتل بعضهم بعضا وكثرت عجولهم وكثر سامرييهم .
هنا لابد من التوقف عند أثر الإستعباد على الناس وانحراف الفطرة بإعتياد المذلة والتبعية والهوان وأثر ذلك على النفوس وإن تحررت وفضل وفضيلة فطرة الحرية المقدمة عند الأريام على الشريعة وجرم وجريمة سلب الحرية واستعباد من ولدتهم أمهاتهم أحرار.
القضية الأخرى حكمة هارون عليه السلام فلقد استضعفه القوم فأنكر عليهم لكنه لم يتركهم تنفيذا لوصية موسى ، ولم يعالج الأمر بقوة فيتسبب في الاقتتال والفتنة وانتظر مجيء موسى ، وهنا أيضا تتضح خطيئة الحكم العام على فئة أو طائفة أو دين ، فلقد رفض البعض عبادة العجل وتمسكوا بتوحيد الله وهم هم جزء من بني إسرائيل .
عادت الأريام لقواعدها فوجدت الاقتتال بين المسلمين هو سمة العصر الغالبة ومن تلك العقوبة التي تسيل فيها دماء أنفسنا بأنفسنا كان البحث عن السامري وعن العجل وما أكثر العجول وأخطر سامري هو إبليس وأقرب عجل هو الهوى ما بين الضلوع ،
وأخطر السامريون هم الساسة وصنيعتهم من العجول من المراجع والمشايخ والمعممين الذين أضلوا الناس وحرفوا الدين إما ضعفا في العقول فغاب عنهم الدين وعلومه ومقاصده وجوهره وإما فسادا في القلوب وخراب للذمم فمهما حوت جماجمهم من العلم يظلون عجولا يضلون الناس .
ويبقي الإعلام بغالبية مخالبه هو سامري العصر بلا منازع بكل ما تحويه الكلمة من رمزية ومعاني ظاهرة و خفية ، فالسامري الأكبر هو من يدير المنظومة ويصنع العجول ويبول في العقول ويستعبدها .
رفعت الأريام نظرها إلى السماء وأمسكت بجذوة من النار وقالت بسم الله، اللهم أعني على حرق حظي من العجل ونسفه في اليم وأعلنت مقاطعة كل سامري وتطهير عقلها من كل عبودية إلا عبودية الرب المعبود .
القضية الأخرى حكمة هارون عليه السلام فلقد استضعفه القوم فأنكر عليهم لكنه لم يتركهم تنفيذا لوصية موسى ، ولم يعالج الأمر بقوة فيتسبب في الاقتتال والفتنة وانتظر مجيء موسى ، وهنا أيضا تتضح خطيئة الحكم العام على فئة أو طائفة أو دين ، فلقد رفض البعض عبادة العجل وتمسكوا بتوحيد الله وهم هم جزء من بني إسرائيل .
عادت الأريام لقواعدها فوجدت الاقتتال بين المسلمين هو سمة العصر الغالبة ومن تلك العقوبة التي تسيل فيها دماء أنفسنا بأنفسنا كان البحث عن السامري وعن العجل وما أكثر العجول وأخطر سامري هو إبليس وأقرب عجل هو الهوى ما بين الضلوع ،
وأخطر السامريون هم الساسة وصنيعتهم من العجول من المراجع والمشايخ والمعممين الذين أضلوا الناس وحرفوا الدين إما ضعفا في العقول فغاب عنهم الدين وعلومه ومقاصده وجوهره وإما فسادا في القلوب وخراب للذمم فمهما حوت جماجمهم من العلم يظلون عجولا يضلون الناس .
ويبقي الإعلام بغالبية مخالبه هو سامري العصر بلا منازع بكل ما تحويه الكلمة من رمزية ومعاني ظاهرة و خفية ، فالسامري الأكبر هو من يدير المنظومة ويصنع العجول ويبول في العقول ويستعبدها .
رفعت الأريام نظرها إلى السماء وأمسكت بجذوة من النار وقالت بسم الله، اللهم أعني على حرق حظي من العجل ونسفه في اليم وأعلنت مقاطعة كل سامري وتطهير عقلها من كل عبودية إلا عبودية الرب المعبود .
ليست هناك تعليقات: