لو كنت مرشحا في انتخابات النقابة كان لازاما علي أن أمارس الديماجوجية (خداع الجماهير بالشعارات واطراء وتملق مبالغ فيه في غير موضعه) لكن الحمد لله أنني معافى، ولذا أقولها بصدق إنها صورة معبرة بكل معالمها المأساوية عن واقع ومستقبل.
مع غياب الوعي وقاعدة غائبة أو مغيية فلا أمل ولا رجاء.
في ظل الملأ من السحرة والمتابعين في أضعف حالاتهم، فسعي الحبال والعصي لا يحتاج مهارات خارقة، فهو يعتمد بالأساس على عقول مستسلمة تعيش الحالة نفسيا قبل أن تعيشها الأبصار أوهاما.
تجربة مرة أصقلت مرارتها جنبات نفسي المتهالكة، ورحلة من رحلات الخبرة في الحياة، ومعركة حامية الوطيس بيني وبين نفسي، وككل مرة تسيطر الأنا الفردية وتفوز على الأنا الإجتماعية، وأنحاز للقيمة التي ترضيني، فأفوز فيها بنفسي وإن كانت وفق مقاييس الأنا الإجتماعية خاسرة.
مسرح نخاسة بامتياز يهتز فيلفظ أية معالم للطهارة، والجماهير تصفق وهم في سكرتهم لا يدركون أنهم لقبورهم يحفرون ولمخالب تنهشهم يدعمون.
مشهد عبثي بامتياز تغيب عنه الفكرة وتحضر السكرة، ويساق القطيع بلا وعي وترتب الأمور بليل ورائحة نتنة للطائفية ويتصدر الصِغار فحق الصَغار، وإنها لآتية لا محالة وإلا ستغضب الأرض وتبكي السماء.
قلة واعية تلبس الشقاء ثوبا وتدميها قيود العجز، وتلهج بدعاء عمر الفاروق رضي الله عنه (اللهم إني أعوذ بك من جلد الفجار وعجز الثقات).
مجتمعات غالبية قمة هرمها العلمي أو التعليمي تعاني أمية في العقول ومرض في القلوب، وضعف في الضمائر فكيف بمن دونهم!
غياب للقيم ولحرمة المال العام،.
طعن في الأعراض وإسكار للعقول وتسويق أوهام وتجارة بآلام وآمال.
إن الديموقراطية الحقيقية لا تكون إلا لعقول قادرة على الاختيار ولا تكون إلا بديموقراطية دينية وإجتماعية وفكرية قبل أن تكون سياسية وصندوق، وإلا فحصاد الصندوق نكدا.
حان وقت الخروج من هذا المشهد قائلا إني لعملكم من القالين.
إن فشل الصيادلة في الحفاظ على أنفسهم فالرهان على المصريين للحفاظ على بلادهم.
حفظ الله مصر من شر الكائدين والمتآمرين وحفظ عليها جيشها وأمنها لتكون حصنا لأمتها تعود من خلالها، فمنها يبدأ الوعي من جديد وتزول آثار السكرة وتزدهر الفكرة.
ليست هناك تعليقات: