هل مات البابا يوحنا بولس الثاني مسلما؟
هل مات شيخ الأزهر الأسبق محمد سيد طنطاوي مسيحيا؟
أشيع أن البابا أسلم وبغض النظر عن مصدر الإشاعة أو درجة صحتها فإن مرجعها بسبب سلوك هذا البابا الإنساني ومساره التعايشي وإحترامه للآخر وسعيه للسلام وحقن الدماء.
أما ما يشاع عن شيخ الأزهر والذي نشر بموقع قبطي يرجع ذلك لعلاقة شيخ الأزهر بالكنيسة واحترامه ومحبته للمسيحيين، بل يذهب كاتب المقال لأبعد من ذلك بقوله إن محبة وتسامح الشيخ بعيدين كل البعد عن الإسلام!
المهم بتأمل الموقفين تلاحظ ملامح العنصرية، إذ أن الأنا لا تتصور هو مثلها أو خير منها، فإن الهو الطيب الصالح لابد أن يصبح أنا، لأن الأنا هنا تحتكر الخيرية والصلاح.
لا أظن أن هناك دين يحمل نور السماء وهدايتها للأرض يقوم على المنافسة والصراع في اجتذاب المؤمنين، فإن كان الله خلق الإنسان حرا فاعلا يملك الرفض والقبول، إذا فكل محاولات إكراه الإنسان مادية كانت أم معنوية فهي محاولات استقواء بائسة.
من حق كل صاحب منهج ورسالة يظنها الحق أن يحملها للناس حمل صادق أمين بالحسنى وإلى هنا يقف، قبل من قبل ورفض من رفض، فلو أن الله سبحانه وتعالى أراد لهدى الناس جميعا جبرا إلى ما يحبه ويرضاه، ولنقصت هنا سيادة وخيرية هذا الكائن الفاعل الحر الذي يأتي الفضيلة طوعا ويمارس الرذيلة اختيارا.
فيا أيها المتدينون لستم آلهة ولا وكلاء الإله على الأرض، ولستم على الناس بمسيطرين، وليس عليكم هداية الناس بل كل مسموح لكم هو حمل مصابيح الهداية لمن شاء أن يستنير وأن تجتمعوا جميعا على كلمة سواء أن لا تعبدوا إلا الله وأن تتحروا رضاه.
أما الإنسان الطيب الهو فهو مرآة الأنا ولا غني لي عنه وهو هو.
ليست هناك تعليقات: