21/2/2019
سفك الدماء
محاربة سفك الدماء ليست بسطحية الطرح ولا الشعارات وتسويد الشاشات ولا عبارات المحبة الزائفة التي تستوطن أطراف اللسان.
القضية تحتاج تأصيل المحبة في القلوب وتفكيك ألغام النصوص ونصوص الألغام، تحتاج مراجعة بعض النصوص ونزع القداسة عنها ومحاكمتها للنص الإلهي، تحتاج أنسنة فهم النص وتأصيل مفهوم أن النص بحد ذاته ليس حكما شرعيا بل هو أداة من أدوات أخرى تستخدم لاستنباط الحكم.
بدون تعليم وإعلام يضيئ أركان الظلمات ويدحض الشبهات ويزيل اللبس ويجلي الحقائق ويقاوم الظلم والظلمات ويخاطب الفطرة والإنسانية في الإنسان يظل الحرث كحرث في الماء.
قتل النفس ليس فقط بازهاق الروح بل كما ورد عن أئمة آل البيت أن قتل النفس يبدأ بتجهيلها وحجب النور عنها.
﴿من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا﴾ قال الإمام الصادق : من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنما أحياها ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها.
رحم الله كل نفس بريئة أزهقت ظلما وعدوانا.
-----
يكذبون كما يتنفسون
يكذبون كما يتنفسون وفي سوق البغاء عن الشرف يتحدثون وتوزع الخمور في زجاجات الكازوزة ليشرب الجمهور من يعلم منهم ومن يشرب بحسن نية مبهور.
وهو الجمهور من سيحاسب على المشروب ويتألم بعد زوال أثر الخمور.
هل الجمهور مذنب بشرب ما أعد له بخبث، أم أنه ضحية تصدر التافهين والمأجورين وترفع طاهري الثوب عن المشهد الحزين؟
هل كشف زيف المزيفين الذين هم ليلا في أحضان الجواري وأصحاب المواخير، ونهارا على المنصة يناضلون بأموال أصحاب المواخير من أجل أموال الجمهور ، وعن الكرامة والضعفاء يتحدثون وبهم في نفس الوقت يتاجرون، هل كشفهم هدر للزمالة وشق للصف المزعوم أم ما بين الخاص الشخصي المصون والعام المهني ينبغي التفريق؟
إنه أنين قلم مهموم.
-----
العلم هو ما ينفع الناس
الأستاذ الدكتور عبدالباسط هيكل يذكر في مقاله القيم عن تصور الإمام محمد عبده عن العلم الشرعي فيقول:
منتهياً (أي الإمام محمد عبده) من تجربته مع الشيخ درويش إلى أنّ العلم الشرعي شيء آخر غير المفهوم الذي ما يزال متداولاً في ثقافتنا، فيحكي الشيخ محمد مصطفى المراغي؛ أنّ أستاذه، الإمام محمد عبده، سأله بعد تخرّجه: ما العلم؟
يقول:
"فأخذت أُعرّفه له بما هو مشهور من أقوال العلماء، فلما انتهيتُ ردّ عليّ الشيخ محمد عبده قائلاً:العلم هو ما ينفع الناس، وكلّ ما لا ينفع النّاس، لجموده وبُعده عن عصرهم، ليس بعلم
ليست هناك تعليقات: