مخرج العرض ومؤلفة يجهزون مفاجأة من العيار الثقيل!
نعم مفاجأة حيث يبدأ العمل من المشهد الأخير ويرجع إلى الخلف معاندا دوران عجلة الزمن.
أشخاص المسرحية أشخاص خيالية من أريام أفكاري والنقابة خيالية والجمهور خيالي وأي تشابه مع أحداث الواقع هو بمحض الصدفة، فالقضية عامة والأشخاص يمثلون حالات تضم عشرات بل مئات الأشخاص.
الجماهير في القاعة في هرج ومرج، آهات الآلام، ضبابية المشهد، مستقبل غامض، العجز القاتل، كل تلك الألوان تنضح على المشهد.
جماهير عاجزة حتى عن تنظيم الصراخ ليحمل رسالتهم العادلة بمنطقية ووضوح، فقد اتفقوا أن لا يتفقوا وهم معذورون، فلم يتدربوا يوما على نحن والنظام؛ مما جعل الذئاب تستفرد بهم وتأكلهم فرادى وتجمعات.
في وسط الجماهير يتواجد المنتفعين هتيفة أبو الليل وهتيفة كرشة وكل من أكل يوما من لحوم الجماهير.
منصة المحكمة في منتصف المسرح،
والإدعاء على يسار المنصة يرتب الأوراق.
هيئة الدفاع توكل أذئبها ليتولى المرافعات.
الأبطال في الكواليس يستعدون للظهور كل حسب دوره.
القاضي وعضوي المنصة يستغربون المشهد وتختلط الأصوات في ضجيج يخفي حقيقة الصورة وتتوه معالم الحقيقة .
الذئب وكيل المحامين عن أبطال الكواليس يجهز الجراب وجراب الحاوي لا يخلو من المفاجأت، وثغرات القانون الوضعي متعددة في ظل غياب قانون الضمير مع حضور التدين، فالكل يسمى عن أكل السحت ويستحضر الآيات في ظل موات القلوب.
المعلم كرشة كبير تجارة السقط في المدبح بما يملك من أموال وحوله صبيان المعلم كل في تخصصه، منهم حامل أختام المدبح ودا معندوش مانع يختم أي لحمة لزوم الطبيخ حتى لو مدبوحة في غياب البياطرة، ومنهم أخصائي الكوارع صاحب البهاريز، وأخصائي المنبار وبن عمه بتاع الفشة والقلوب.
عنتر أبو الليل لفوا حوالين رقبته مصران وبينازع مسكين.
في الكواليس من بعيد أبوالعريف ماسك الصابون السايل وعمال يدعك إديه من تلزيقة الكوارع.
ومولانا حاضر الزفة بما حباه الله من تقعر للحروف وحفظ بعض آيات الذكر الحكيم ليلوي لسانه بالآيات تحريفا للمعاني وتجريفا للعقول، فهو هو بوق عنتر أبوالليل وهو هو صاحب الختمة في ليلة المعلم كرشة وإلي يتجوز أمي أقوله يعمي يشرعنها بأطيعوا بصوته الرخيم.
القاضي على المنصة في حالة ذهول ويسأل عضوي اليمين واليسار هم دول مين وازاي هنسمع صوت الجماهير ومين هيرد على الديب الكبير؟
قبل بداية المحاكمة صرخ الحاجب سكووووووت.
سكتت القاعة والكل ينتظر في صمت مريب، فأمر القاضي بوضع أبطال الكواليس في القفص وطلب من الجماهير أن تختار من يعبر عنهم ويوضح معالم قضيتهم ويطرح شكواهم في هدوء وأمهلهم حتى الغد ليحضروا له كشف به أسماء أرسطو ومعه مجلس الحكماء ليكونوا هم خصوم من في القفص.
تعالت أصوات من القفص يصرخ كل منهم أنا أرسطو أنا سوط (سوط) الجماهير.
ورفعت الجلسة على صراخ المعذبين وهتاف الهتيفة وكذب المدلسين.
ليست هناك تعليقات: