على هامش الاحتفال باليوم العالمي لدعم الشعب الفلسطيني من مسرح سيد درويش بالإسكندرية حوارات ونقاشات حول أفكاري وإزالة كثير من اللبس وهمس مع البحر ولا مانع من إعادة التوضيح فأنا إنسان إنساني النزعة، أحب بني آدم المسالمين مهما اختلفت الأعراق والأديان والمذاهب، الدين عندي يعلو المذهب ولست داعية طائفية ولا تحزب بل سمو نحو مظلة الدين الذي يجمع مختلف المذاهب، فسموا ناحية الإنسانية التي تجمع مختلف الأديان والأفكار.
مع هذا المنهج المتصالح المتسامح التعايشي المنفتح على الآخر لي اعتقادي وأفكاري ومبادئي، أقبل ما يتفق معهم وأرفض ما يختلف وأشم كل الزهور فأستحسن ما يقبله عقلي وتألفه فطرتي وأترك الباقي، ولا يؤثر حجم اتفاقي أو اختلافي مع الآخر على محبتي له وقبوله آخرا كما هو.
أفكاري مجرد علامات استفهام عاقلة لمفكر إنساني النزعة متدين يبحث عن الحقيقة ويبني على المشتركات ويعذر في الاختلاف.
يا صديقي أنا على الحق هكذا أظن وهذا يدعوني لأعرف وأقدر مشاعرك لأنه من الأكيد أنك تظن أنك على الحق أنت أيضا.
إن كنت أحبك فبالتأكيد أود لك أن تتخذ من الحقيقة مذهبا وأن أنور أركانك بما أظنه حق أمتلكه، ولكن في نفس الوقت أعطيك نفس الحق.
اختلافنا في الوصول للحق ونسبية الوصول مرده لأنني لست أنت، عقلي غير عقلك، وبيئتي غير بيئتك، وميراثي غير ميراثك، وربما زاوية رؤيتي غير زاوية رؤيتك، وما وصلت أنا إليه غير ما وصلت أنت إليه.
أحسن الظن بك أنك لست جاحدا معاندا فأحسن الظن بي، وربما لو كنت مكانك ما اختلفت عنك وكنت مثلك.
تعالى يا صديقي نتبادل الأماكن وزوايا الرؤية، أسمع منك وتسمع مني لا من أجل أن أجذبك إلي أو أن تجذبني إليك، بل من أجل أن أعرفك وتعرفني وأفهمك وتفهمني فنتفق ونختلف ونتفهم الاختلاف.
إن كنت أصبت أنا الحق فتفهم معذرة عجزك عن الوصول هي شكري، وإن أخطأت الوصول فتوبة عجزي عن الوصول محبتك.
يا بن أم إن قطعتني وصلتك فما دمت محترما حقي فأنت أخي.
نتناقش، نتجادل، نتحاور نتخذ سويا من الحقيقة مذهبا ومن البرهان دليلا فنتكامل مع اختلافنا زادت درجته أم قلت، لتكون نحن جابرة لقصور الأنا.
يا صديقي أنا مسلم وفلسفة فهمي للإسلام أنه كمال إنسانيتي، فكلما نقص من إنسانيتي شيء نقص من إسلامي نفس القدر، فالإنسانية هي الحل.
يقول تولستوي الإنسان
(إن الانسان هو الذي يرى الأشياء كما يريد فالأشياء تبدو قبيحة أو جميلة رهناً بوجهة نظر المتأمل ، ذلك يعني أن الجمال ليس القائم خارج ذات الانسان ، و لكن الجمال الحقيقي هو الموجود في داخل الروح الانسانية)
أما جبران وفلسفته الإنسانية فتشع بها حكمه هذه:
( بعضنا كالحبر، وبعضنا كالورق، فلولا سواد بعضنا لكان البياض أصمّ، ولولا بياض بعضنا لكان السواد أعمى.)
(أنت أعمى، وأنا أصم أبكم، إذن ضع يدك بيدي فيدرك أحدنا الآخر)
(نصف ما أقوله لك لا معنى له، ولكنني أقوله ليتم معنى النصف الآخر)
ويرى الدالاي لاما أن الدين موجود لتسيطر على نفسك، لا أن تسيطر على الآخرين.
أما أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يترجم ما تعلمه من نبيه ومربيه فيضع القانون بالناس صنفان أخ في الدين أو نظير في الخلق.
فيا أيها الإنسان المسالم أنت أخي ، أنت أيها الآخر يا من ترد على الأنا وحشتها، تعالى نلتقي على صلة رحم تجمعنا.
ليست هناك تعليقات: