رسالتي لكل عنصري، كل من يفتقد القيم الإنسانية والدينية والعادات والتقاليد العربية.
عادة لا أقف كثيرا عند الأشخاص ولا سقطاتهم الشخصية ولا تأخذني الحمية بالإثم فأقع في فخ إسقاط جريمة مجرم على شعب أو عرق أو طائفة، بل تلزم الخطيئة عندي مرتكبها.
السقوط الأخلاقي لتصريحات السيدة صفاء الهاشم يكفي عليه رد شعبنا العربي الكويتي ممثلا في رد رئيس مجلس الأمة السيد مرزوق الغانم الذي جمع بين الصدق والتاريخ والكياسة مما يصعب بعده تناول الأمر، ولشهداء الكويت في مصر وشهداء مصر في الكويت الخلود.
لكن المشهد الجمعي استوقفني كثيرا، وتأملت دور وسائل التواصل الإجتماعي، وردود الفعل من أعلى المستويات التي ربما تمتد من الأستاذية إلى الأمية في مشهد مخيف،
فلم نكاد نمر من حالة مشجعي الكرة التي تجاوزت كل لياقة وأخلاق حتى كادت أن تفسد مجتمع حتى أدخلتنا النائبة بتصريحاتها القبيحة والغير مسؤولة إلى حالة مقززة.
لا شك أن السيدة صفاء ارتكبت خطيئة بل خطايا كونها نائبة برلمانية تنظر للعنصرية وتخلط الأوراق وتتجاهل التاريخ، وتعادي الحقوق الإنسانية وتحاول الإساءة لشعب هو بحر لم يتلوث عبر خوض الكلاب فيه على مر التاريخ.
لكن للرد وسائله التي ينبغي أن لا تتجاوز في ظل مجتمعات تسمي نفسها بالمتدينة بالفطرة، وتحكمها قيم وعادات منها أننا تربينا ألا نسب سيدة، بل ربما يتم الرد وأخذ الحق من زوجها أو أبيها، ومن المفترض أن لدينا قيم حاكمة أساسها ادفع بالتي هي أحسن فإن لم يكن فلا تعتدوا.
المشهد غريب ويحتاج لوقفات وتأملات ودراسات من أهل الإختصاص وخاصة علماء الإجتماع والأنثروبيولوجي لرصد التغيرات الإجتماعية في مجتمعات لم تعد لها وجهة.
البعض يلمح أن أصل النائبة فلسطيني وليس كويتي، وكأن الإنتماء لغصن الزيتون الأرض المباركة مهد الرسالات جريمة، وهنا لا تعنيني تلك السيدة بل تعنيني فلسطين وكيف تم العبث بالوعي الجمعي العربي بهذه الكيفية!
البعض خاض في الأعراض ووقع في مهنة والدها وكأننا نرد القبح بالأقبح، وللأعراض في ديننا وقيمنا حرمات.
الأغرب أن من لا يستطيع فرش الملاية أو الردح (بطريقة خالتي فرنسا في الفيلم الشهير) استدعى وشجع الساقطين وصفق للرد الأقبح على طريقة المنافسة في القبح والفخر بأن لدينا أساتذة في القباحة!
مشهد مليء بالتفاصيل والتغيرات والتناقضات هو من وجهة نظري مشهد كارثي بكل المقاييس يعبر عن مجتمعات مأزومة، بداية من مسؤولة غير مسؤولة، ولا ينتهي بمثقف أو كاتب أو أستاذ جامعي غير مسؤول، مرورا بقص ولصق بلا وعي في ظل لا دين ولا قيم ولا عادات ولا هوية واضحة المعالم في عنق زجاجة التيه.
إن لم ندرك حقيقة أمراضنا ولا تشغلنا الأعراض عن جوهر الداء، ونصدر أمهر المعالجين للمشهد وندعمهم فلا نجاة.
هنا لا أجد ما أختم به خير مما ينسب للإمام الحسن بن علي عليهما السلام بقوله (إنما جزاء من يعصون الله فينا أن نطيع الله فيهم)
ليست هناك تعليقات: