جلس خطيب الأوقاف خريج كلية أصول الدين يعظ، فتكلم عن السلفي الصالح فلان الذي كان في سفينة فسمع من يعطس على الشاطئ، فنزل من السفينة واستقل مركب للشاطىء ليشمته، فلما سئل قال لعل أبواب السماء مفتحة فيستجاب رده (غفر الله لنا ولكم)
سألت مولانا سفينة ومركب يعني مسافة في الماء وصوت أمواج البحر والرياح فكيف سمع هذا الصالح العطسة!
قال رواها فلان وهو عندي مصدق صفحة كذا من مجلد كذا.
يا مولانا هذا ليس قرآنا ولا غيب إخبار، وبعيدا عن أنه ينافي العقل والمنطق فما الفائدة التي استفدتها من صدق أو كذب الحكاية!
يا مولانا تتهمون الصوفية بعبادة القبور وأنتم تعبدون المقبورين.
غضب مولانا وقال صه يا معتزلي يا علماني يا شيوعي يا شيعي.
قلت سلاما سلاما.
-----
يخرج ليقول الإسلام غير متهم وكأنه بذلك يدافع عن الدين، لا يا سيدي الإسلام متهم، وحقيقته مشوهة، ويتحمل المسلمون القسم الأكبر من إثم تشويهها، وواجبك دحض التهم بخطاب عاقل متناسق مقنع، وبقراءة إنسانية للنصوص عن طريق إعادة قراءة التراث والنصوص الأصلية وتدبر الأحداث التاريخية بعين تبحث عن الأخلاقيات الإنسانية وتبرزها وتدمجها في منظومة القيم الإنسانية.
-----
هل المجرم أو الإرهابي أي ما كان المسمى مختل عقليا؟
هل الإرهابي لا دين له فعلا ؟
هل الإرهابي ليس متدين؟
تسطيح الأمور لا ولم ولن يؤدي إلا إلى مزيد من التأزم.
السبيل هو المواجهة الفكرية الحقيقية المرتكزة على الخطاب الواعي العاقل، ودخول جحور الفكر المظلم وبيان حقيقة الأديان وما أصاب الفهم من تشوه وانحرف.
الذي يقتل باسم الله أي ما كان دينه أو مذهبه له دين ومتدين وله مرجعية فكرية وفهم (منحرف) للنصوص ولكن حقيقة دينه أنه دين ضد الدين.
-----
آن الأوان لفقه معاصر يتولى أمره مجمع عالمي يضم خيرة علماء الدين من مختلف التخصصات مستأنسين بمختصي العلوم الإنسانية
-----
المعالجات السطحية وكلمات المجاملات لا تنير ظلاما ولا تعالج تطرفا، المصارحة والتعارف ومعالجة جذور الفكر الظلامي تحتاج إعلام وتعليم يتسم بالعلم والوعي والحرفية ومخاطبة العقل والوجدان الإنساني، خطابا للفطرة يزيل عنها الغبار، وخطابا للعقل يؤصل لقبول الآخر ويفند الأفكار الظلامية، وخطابا دينيا يوضح حقيقة الدين ودوره في حياة الإنسان ويفض إشكالات الفهم المجتزأ والخاطئ لبعض النصوص.
-----
أوريجانوس بعقله الفذ عندما وقع في فخ حرفية النص خصى نفسه قبيل أن يعلن الردة إلى رحابة المعنى متأثرا بنص قول المسيح عليه السلام :
أن أناسًا خصوا أنفسهم من أجل ملكوت الله (مت 12:19)
ما أهلكنا إلا عبّاد الحروف مغيبي العقول جاهلي المعاني.
روح الدين ومعاني نصوصه لا حروفها.
-----
حرفية النص انحراف وفهم المعنى انطلاق، فالمسح على شعر اليتيم أبوة وإلا فما مصير اليتيم الأقرع!
-----
دين الفطرة دين يستطيع الإنسان بعقله تحديد معالمه وبفطرته السليمة الأنس به ،ومن خلاله يستطيع الحليم سبر غور معالم دين الوحي.
-----
إن كان في القبر عذاب فحسب نفس المدرسة هناك نعيم القبر، فلماذا يختفي نعيم القبر خلف الوعظ بعذابه؟
هل أثمرت سياط الوعظ غير الازدواجية وتشوه الشخصية؟
أكثر إسمين من أسماء الله الحسنى يستخدمهم المسلمين يوميا الرحمن الرحيم فلماذا لا يتراحمون بينهم ويرحمون غيرهم!
لماذا لم تبدأ الفاتحة باسم الله القوي العزيز؟
لماذا لا نقف لحظات لنتأمل؟
ليست هناك تعليقات: