مساحة إعلانية

الخضراء والزيتونة.

عاطف عبدالعزيز عتمان نوفمبر 27, 2018



عندما كتبت أن شاغلي ما نورثه قبل توزيعة، ومن يهضم نصفها من أبواق الحمية الباطلة، لم يكن في الأمر قبولا بما يحدث في تونس بل تنبيها لحالة الإلهاء عن الواقع المر.
تقسيم الميراث يحتاج لتركة، وفي غياب التركة يغيب الحكم الخاص بها، وبو عزيزي رحمه الله لم ينتحر لأن أخته أخذت مثله بل لأنه لم يجد شيئا فضاقت به الدنيا.
بمعرفتي البسيطة بالمجتمع التونسي فهو إقتصاديا إن لم يضاهي الوضع المصري فهو أسوأ، حيث الفقر يأكل أكباد بنيه، ودور الساسة هنا حماية هذه الأكباد الجائعة وليس الدخول بالعقول في صراع لا محل له.
أما المجتمع الذكوري الذي مازالت المرأة فيه مهضومة الحقوق فليته يدرك فعلا حقيقة الشريعة، فيؤدي الحقوق وأخطرها حقوق ذوي القربى، ويدرك أن النساء شقائق الرجال وأن المرأة ليست كالحمار أو الكلب الأسود، وأنها نصف كيان البيت والمجتمع وليست مجرد كائن لإمتاع الذكر.
إن إفقار الناس وإمراض أجسادهم وتجهيلهم وأسر عقولهم وتوريثهم الكراهية والإكراه والتمييز حسب الجنس أو اللون أو العقيدة هو أخطر وأعظم مما يراد في تونس، لأنه ينتهك أقدس المقدسات وهو الإنسان.
أما تونس ففيها شعب عربي مسلم معهم أبناء وأحفاد الطاهر بن عاشور وغصون الزيتونة، والرئيس التونسي يستحق الإشادة، فالرجل لم يخادع ولم يتلاعب بالألفاظ، ولم يدعي اجتهادا في النص، بل أعلن صراحة أنه لا نص لديه مقدس ولا علاقة له بالدين، وهنا إما يقبل الشعب التونسي هذا الطرح وإما يعلن رفضه.
أما تونس الخضراء بحريتها ونسائها وزيتونتها ولهجتها الصعيبة برشا، وزيها من الجبة والشاشية والسفساري وكل أهلها الطيبين فلهم في القلب محبة لا تنفد.
_____
السفساري زي تقليدي تونسي يشبه الملاية اللف.
الجبة الجلابية التونسي 
الشاشية.. الطربوش التونسي

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام