فلسفة الموت هي الكفيلة بضبط البوصلة إن تأملها الإنسان بعمق ومع الربط الدائم بين الإيمان بالله والإيمان باليوم الأخر تكمن حقيقة ضفتي كتاب السماء للأرض ، وإذا ابتعدنا قليلا عن النصوص الدينية والإيمان الإلزامي بها في رحلة الجندية نحو النهاية ونظرنا نظرة عقلية فطرية نجد أن الإيمان باليوم الآخر حتمية فطرية وعقلية لكل من آمن بهذه القوة القادرة الحكيمة العلية التي أوجدت هذا الكون .
فلا يمكن عقلا ولا تأنس الفطرة بأن تكون نهاية رحلة هذا الكائن السيد هي نفس نهاية السباع والوحوش والجماد أو النبات ، وإن فاق الفاجر من هذا الجنس قسوة الوحوش فقد تفوق التقي منه على الملائكة .
إن التأمل في حال الإنسان وطبيعة الحياة يقود لاستحالة أن يتساوى الظالم والمظلوم ، القاتل والمقتول ، الطيب والخبيث ، من عاش أربعين سنة ومن عاش مائة ، من المحال أن يستوى الحب مع الكراهية لتكون النهاية وجبة للدود، بل لابد من نصب ميزان العدل وتكريم من قام بآداب الجندية على من تخلى عن شرفها ، لابد للكائن السيد المختار العاقل صاحب الإرادة في ظل أقدار لم تكن متساوية وفي ظل ورقة الإمتحان وما تحتوى من يوم فيه يفرح أهل التكريم ويهان من أهانهم .
فلسفة الموت
* بين عبرات الوداع تتدفق عيون بالسعادة لا تراها كل الأبصار
* الحب هو الحياة فبالحب جئت وبه تعمر الأرض وهو الشفاعة الحقيقية لبلوغ المراد في رضى الودود الحنان، فعش بالحب واغرس الحب وسر في طريق المحبين
* الموت الحقيقي هو أن تخرج منها كما دخلت وأن تفقد حريتك وتكتم قناعاتك وتفقد سيادتك التي ما كانت إلا بعقل حر سيد.
* فناء كل الموجودات مهما عظم شأنها وطال بقاؤها فمن الغباء التعلق بالفاني والغفلة عن الموجود صاحب الوجود الباقي
* لقاء الأحبة من أهل النقاء والصفاء، لقاء بلا فراق
* شوق لمعانقة الحقيقة المطلقة وتوق للسكينة وخصام مع المكابدة
* سعادة بانتهاء المهمة وانقضاء الخدمة واقتراب موعد الرضوان الأكبر
* ما تأملها من مظلوم إلا سكنت نفسه، وما تأملها من ظالم إلا اهتزت أركانه
* سألت الدود أي وليمة تحب؟
وليمة المسلم أم المسيحي، السني أم الشيعي، الإسلامي أم الليبرالي!
فأجابني بل كل بطن امتلاءت من جوع جائع وخد تصعر ويد بطشت وقلب غفل وعقل مخمور غاب
* ليست القضية في العظام النخرة التي تطأها الأقدام بل في التأمل في الحذاء الذي سيطأ هذا الجسد في يوم قريب مهما غاب
* ليست في لوعة فراق راحل نجى بل في ظلمات تقبر حيا مازال يواصل المسير .
* في حقيقة المشهد المقتضى لمحكمة بسمات مختلفة تقيم ميزان العدل الغائب
ليست هناك تعليقات: