مساحة إعلانية

الترحم على غير المسلم ما بين المنع والإباحة ج6 ..تأملات

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 17, 2018






دعونا نتأمل الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (سورة ق)
إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ " (الرعد:7) ,
فذكر إنما أنت مذكر . لست عليهم بمسيطر

وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ . سورة الانعام

قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ( الأنعام )

مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ .

وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ( يوسف ) ...

واذا كان الله وحده هو الذي خص تزكية نفوس البشر به وحده لقوله تعالى:

{فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [32: النجم]


وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) 

سورة البقرة
وقفت الأريام تتأمل شيئا من أخلاق النبوة
أفأنت أبنة حاتم الطائي ؟

 قالت:بلى

فقال (ص ):يا سفانة هذه الصفات التي ذكرتيها إنما هي صفات المؤمنين ، ثم قال لأصحابه : أطلقوها كرامة لأبيها لأنه كان يحب مكارم الأخلاق!!
فقالت:

أنا ومن معي من قومي من السبايا والأسرى ؟:فقال(ص):أطلقوا من معها كرامة لها ولأبيها ، ثم قال: ( ص ) :[أرحموا ثلاثاً وحق لهم أن يُرحموا،عزيزاً ذلّ من بعد عزّهِ،وغنياً أفتقر من بعد غناه ، وعالماً ضاع ما بين جُهّال .
هل حدد الرسول في هذا الحديث دين من نرحم ؟

لقد تجاوز نبينا صلى الله عليه وسلم هذا الحس النبيل بدرجات، حينما استغفر لأشد أعدائه محاربة له ولأصحابه في المدينة، مصداقا لتعليم الله له، كما في قوله سبحانه "ولَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34 فصلت).

فعن نافع عن ابن عمر قال
: لما توفي عبد الله بن أبي، جاء ابنه إلى رسول الله - صلوات الله عليه - وقال: أعطني قميصك حتى أكفنه فيه، وصل عليه، واستغفر له، فأعطاه قميصه، ثم قال: "آذني حتى أصلي عليه "، فآذنه، فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر بن الخطاب ، وقال: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين ؟ 

فقال: "أنا بين خيرتين: أستغفر لهم، أو لا أستغفر ".

فصلى عليه، ثم نزلت عليه هذه الآية: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) فترك الصلاة عليهم . رواه البخاري و مسلم.

بعد هذه الرحلة والسرد لمواقف مختلف المذاهب أدركت أن  ما أفسده رجال الدين في العقول وما أحدثوه في الفطرة يحتاج لثورة إنسانية وأن رسالات السماء هي نور يحمي إنسانية الإنسان ويضبط إيقاع النفس البشرية .

رحم الله أمواتنا من أبناء حواء ممن لم يتبين لي أنهم في الجحيم وشفا مرضانا وهدى ضالنا وقبل تائبنا وجمعنا على حبه ومعرفته كما يحب ويرضى لنا وصلى الله على الرحمة المهداة وسائر الأنبياء والمرسلين الذي قال له ربه (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ. القلم.
وقال له (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ.
اللهم هذا ما أنا عليه بناءً على ما علمت واقتنعت واطمأن قلبي فنور من نورك تثبت به الفؤاد إن أصاب وتنير به ظلمة أضلتني إن أخطأت.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام