1997 كان المؤتمر الأدبي الأول لكلية الصيدلة جامعة حلوان وكان العميد الأستاذ الدكتور صبحي سعيد رحمه الله أحد القامات العلمية والأخلاقية في عالم الصيدلة،
ولأنه المؤتمر الأول ولضعف الخبرة بتنظيم هذه الأمور وقبل المؤتمر بساعات فوجئت بطلب إعداد لمحاور المؤتمر فطلبت غرفة مغلقة وساعتين من الزمن وبعد كتابة قصة قصيرة وتحضير قصيدة للإلقاء للأسف لا تسعفني الذاكرة لإستحضارها مع ما حازه الإلقاء من إعجاب شديد بصوت لم يكن أنهكه التدخين ولا آثار الجيوب الأنفية التي أسست قواعدها معامل الكمياء، وشعور كان في قمة الإحساس قبل أن تؤثر فيه تجاعيد الزمن.
كان المحور الرئيسي للمؤتمر تعريب العلوم ما بين المعوقات والآمال.
التعريب الذي كنت أتحدث عنه وأطرحه هو تعريب قائم على المساهمة التي يمكن أن يقدمها العرب في نهضة الحضارة الإنسانية لنصبح ضلعا مؤثرا فيها ونؤسس لبداية يقظة حضارية مرتبطة بجذورنا وليست حبيسة معها تحت ثرى، كنت أنطلق من فكر الأستاذ العقاد الذي كان ينادي بوحدة التعليم حتى مرحلة الجامعة ليكون لدينا مجتمع متماسك البنيان الفكري.
نجح المؤتمر نجاحا لم يكن متوقعا وفاق ما تنظمه الكليات الأدبية من مؤتمرات بشهادة الحضور من رجال أدب وصحافة وأتذكر يومها وجود رئيس تحرير دار الهلال وقتها، وداعبتني المنصة أن مكاني دار العلوم وليس مدرجات العلوم.
منذ هذا التاريخ وانقطعت عن النشاط الثقافي والكتابة حتى أجبرتني ثورة يناير على العودة ومع بزوغ شمس الفيس بوك بدأ مداد يناير يكتب.
الشاهد في الأمر هل المطروح الآن تعريب أم تغرير؟
وهل آن الأوان لأعيد البوصلة تجاه العلوم الإنسانية أم أن الحياة ومعوقاتها ستجعلني أكتفي بخواطر عابرة؟
رحم الله الأستاذ الدكتور صبحي سعيد أول من علمني أبجديات مهنة الصيدلية.
ليست هناك تعليقات: