نواصل استشراق أفكار وآراء مفتي صور ومؤسس لتعارفوا سماحة العلامة السيد علي الأمين
د. عتمان :
سماحة السيد حال الأمة لا يخفى عليك ولايمكن أن أترك تلك الفرصة الثمينة دون أن أخوض في جراحنا النازفة ، لبنان ومعضلة حزب الله ، قتال الحزب في سورية في ثورة تم تعمد تحويلها لصراع طائفي ، العراق والميلشيلت المسلحة وداعش ، اليمن والبحرين ودور إيران في المنطقة ، نريد من سماحتكم إلقاء الضوء حول تلك الأحداث ؟
وخاصة من سورية واليمن والعراق الأكثر إشتعالا اليوم ؟
العلامة الأمين :
إن إسقاط العناوين الدينية والمذهبية على الصراعات الجارية في المنطقة يزيد من الإحتقانات الطائفية والعداوات بين أبناء الأمّة الواحدة ويهدد وحدتها وعيشها المشترك. ونحن نرى أن جذور الصراع هي سياسية وإدخال المذاهب فيها هو للإستقواء بالعصب المذهبي والديني لجمع المزيد من الأنصار والأتباع، ونحن نجد أن السبب الرئيسي في ظهور الطائفية العنيفة في مجتمعاتنا يعود إلى الصراع على السلطة والنفوذ بين الأحزاب الدينية و الجماعات السياسية ودولها في الداخل، وقد زاد من حدّته غياب العلاقات الطبيعية بين الدول العربية والإسلامية في المنطقة خصوصاً بعد اندلاع الأحداث السورية واستمرارها بدون حلول فانتقلت اليوم إلى العراق لوجود المناخ لها بسبب سياسة الحكومة العراقية . وقد عاش السنة و الشيعة مع كل الطوائف والقوميات إخوانا في مجتمعاتهم وأوطانهم قروناً عديدة وسيبقون كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وكانوا يختلفون في قضايا تاريخية ودينية تبعاً لاختلاف الإجتهادات التي لم تمنعهم من إقامة الروابط العائلية، ولم يؤثر ذلك على حياتهم المشتركة، لأنه لم يكن هناك صراع على السلطة و الحكم. ويقف المرء متعجّباً أمام هذا التحشيد الطائفي على الرغم من أن منطقتنا في تعددّها الطائفي وتنوّعها الديني والقومي تعدّ فقيرة من حيث التعددّ والتّنوّع بالقياس إلى أمم كثيرة ودول عديدة في العالم، ففي اميركا وحدها يقال بأن فيها ما يقارب أربعماية جماعة دينية وطائفة، وفي الهند يقال بأن فيها ما يتجاوز الألف من الطوائف والقوميات تتعايش معاً، فما بالهم لا يتصارعون، ولا يقتل بعضهم بعضاً، ولا يطلبون التقسيم والإنفصال عن بعضهم في العصر الحديث ؟!
إن إسقاط العناوين الدينية والمذهبية على الصراعات الجارية في المنطقة يزيد من الإحتقانات الطائفية والعداوات بين أبناء الأمّة الواحدة ويهدد وحدتها وعيشها المشترك. ونحن نرى أن جذور الصراع هي سياسية وإدخال المذاهب فيها هو للإستقواء بالعصب المذهبي والديني لجمع المزيد من الأنصار والأتباع، ونحن نجد أن السبب الرئيسي في ظهور الطائفية العنيفة في مجتمعاتنا يعود إلى الصراع على السلطة والنفوذ بين الأحزاب الدينية و الجماعات السياسية ودولها في الداخل، وقد زاد من حدّته غياب العلاقات الطبيعية بين الدول العربية والإسلامية في المنطقة خصوصاً بعد اندلاع الأحداث السورية واستمرارها بدون حلول فانتقلت اليوم إلى العراق لوجود المناخ لها بسبب سياسة الحكومة العراقية . وقد عاش السنة و الشيعة مع كل الطوائف والقوميات إخوانا في مجتمعاتهم وأوطانهم قروناً عديدة وسيبقون كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وكانوا يختلفون في قضايا تاريخية ودينية تبعاً لاختلاف الإجتهادات التي لم تمنعهم من إقامة الروابط العائلية، ولم يؤثر ذلك على حياتهم المشتركة، لأنه لم يكن هناك صراع على السلطة و الحكم. ويقف المرء متعجّباً أمام هذا التحشيد الطائفي على الرغم من أن منطقتنا في تعددّها الطائفي وتنوّعها الديني والقومي تعدّ فقيرة من حيث التعددّ والتّنوّع بالقياس إلى أمم كثيرة ودول عديدة في العالم، ففي اميركا وحدها يقال بأن فيها ما يقارب أربعماية جماعة دينية وطائفة، وفي الهند يقال بأن فيها ما يتجاوز الألف من الطوائف والقوميات تتعايش معاً، فما بالهم لا يتصارعون، ولا يقتل بعضهم بعضاً، ولا يطلبون التقسيم والإنفصال عن بعضهم في العصر الحديث ؟!
. فما بالنا نحن المسلمين اليوم، ونحن نزعم بأننا الورثة لخير أمّة أخرجت للناس !
و نحن من خلال واقع التاريخ والحاضر نرى أن نهج الدولة الإيرانية لا يمثل المذهب الشيعي، ولا يمثّل كلّ الشيعة، ونهج داعش لا يمثل المذهب السنّي، ولا يمثّل كلّ السنّة، وليس هناك من ثورة للسنّة على الشيعة، وليس من ثورة للشيعة على السنّة، ولكن كما قلنا هناك احتقانات طائفية ولدتها الصراعات القائمة في المنطقة على النفوذ والسياسة من دول وأحزاب تطغى أصواتها على مذاهبها وطوائفها لأنها هي الموجودة وحدها في الواجهة في ظلّ تغييب صوت الإعتدال، ولكن على كل حال لا يصح اختزال الشعوب والمذاهب بدول وأحزاب وجماعات، فإن حزب الإخوان المسلمين في مصر هو من أكبر الأحزاب الدينية في مصر والعالم الإسلامي ولكنه لم يكن ممثّلاً لكل الشعب المصري، ولم يكن أيضاً ممثّلا لرؤية المذهب السنّي في العالم الإسلامي.
د. عتمان:
وماذا ترى بشأن ماتم مؤخرا بصنعاء من قبل جند الله ؟
العلامة الأمين :وماذا ترى بشأن ماتم مؤخرا بصنعاء من قبل جند الله ؟
إننا نرى في أحداث اليمن تصعيداً خطيراً يهدد الأمن والإستقرار في اليمن والمنطقة وينذر بمزيد من الإحتقانات الطائفية في الأمّة،وإن من حق الحركة الحوثيّة أن تكون حركة سياسية لها مطالب في السلطة والنظام ومن حقها السعي الى تحقيق مطالبها بالوسائل السلميّة السياسية التي يقرها النظام والقانون، وليس لها أن تفرض مطالبها بقوّة السلاح، فإن الخروج المسلّح سيؤدي حتماً إلى ايقاظ الفتن النائمة وهي حالقة للدّين وحارقة للدنيا وذلك هو الخسران المبين.
والمطلوب من الحوثيين وغيرهم أن يتخلوا عن المواجهة العسكريّة فيما بينهم،وأن يبتعدوا عن التحرّكات التي تؤدي إلى النزاعات وتعطيل النظام،وعليهم أن يدخلوا جميعهم في العمليّة السياسيّة والإلتزام بمرجعيّة الدولة والمؤسسات،والحفاظ على الوحدة الوطنية والسّلم الأهلي الذي يشكل القاعدة في عمليّة الإصلاح والتطوير.
ليست هناك تعليقات: