28/2/2015
أيا نفسي.
قالت:
هذا فراق بيني وبينك
قلت:
محال ودرب من دروب المستحيل، فلا أنت الخضر ولا أنا موسى الكليم، ولا يخفى علي منك خافية فتبئني بخبر يقين ، فأنا بك لطيف وخبير، كيف لا وقد خلقنا معا وإن إختلفت مواقيت السنين، وقدرا أن نرحل معا وإن إختلف كنه الرحيل.
قالت :
هات برهانك إن كنت من الصادقين.
قلت :
رحم في الغيب جمع الصوت وصداه منذ العهد القديم، ونفس في عالم الذر سجدت شاهدة بالحق لرب العالمين، وأم في الخلد قالت وكان قولها حق اليقين، وشال أخضر ألبستك إياه يوما في صحراء العمر وقحط السنين، وزمزم تفجرت بين يديك من قلبي بعد أن تشقق ومات الحَب والحٌب من ظمآ طال وطال حتى إهتديت إليك من جديد أفلا تذكرين؟
ومكابدة للأمواج وقطع لمسافات السنين، ويد عون مددتها ذات يوم إليك بالحب وأنا سابح إليك ونسيت أو تناسيت أني ما تعلمت السباحة يوما فكنت أنا الغريق، وكانت يدك هي العون وسفينة النجاة من ظلمات أنبتت ظلمات فوقها ظلم عظيم، كنت أنت النجاة وحضنك بطن الحوت وبين ضلوعي كنا على موعد مع شجرة اليقطين ،فهل بعد كل هذا العشق السرمدي مازلت ترغبين في الرحيل؟
كلا وألف كلا رغما عن أنوف الحاقدين.
أيا نفسي أيا نفسي ..
أعتذر إليك يا نفسي فأنت أنا، لا أنا الروح ولا أنا الجسد ما أنا إلا أنت وما أنت إلا أنا، مهما تخاصمنا أو تعاركنا فتلازمنا قدر حتى يحين القدر، فهيا بنا نرضخ لحكم القدر ونجري مصالحة على أرضية وحدة المصير.
خطيئتي منك وخطيئتك مني وعيوبك عيوبي فهيا نزكي أنفسنا ونطهرها من حظها من الطين تحت شجرة اليقطين.
أحبك يا نفسي وإن ظل العراك فهو لوم الحبيب وعتاب النفس للنفس وهو طريق الخلاص والوصول إلى الوصول المأمول
أما خلاص مني فهيهات هيهات حتى الوقت المعلوم.
ليست هناك تعليقات: